24 ساعة

أراء وكتاب

الجزائر تكرس دبلوماسية البترودولار وشراء الذمم

الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

نوايا ”الجماعة”

يوميات

berkanexpress

المجلس الرئاسي الليبي: تفاجأنا بحديث تبون عن اتفاق حول كيان مغاربي ثلاثي

خارج الحدود

-berkanexpress-

الاتحاد الأوروبي يندد بمناورات النظام الجزائري
الرئيسية | أحداث متميزة | مسؤول سابق في البوليساريو: التهديد القادم من تندوف “جعجعة بلا طحين”

مسؤول سابق في البوليساريو: التهديد القادم من تندوف “جعجعة بلا طحين”

يبدو أن قادة البوليساريو لم يستوعبوا بعد أن الزمن السياسي الذي كانوا قد لعبوا فيه أدوارا وظيفية لصالح الأنظمة المعادية للمغرب يوشك على نهايته، إذ تأبى الجبهة الاعتراف بهذه الحقيقة المرة، محاولة في كل مرة ومناسبة أن تثبت حضورها، تارة بالبلاغات الوهمية وتارة أخرى بالتهديدات التي لم تجرؤ يوما على تنفيذها، وعيا منها بأن ذلك يعني إطلاق رصاصة الرحمة على مخها المصاب بسرطان اسمه الانفصال.

مناسبة هذا القول خروج الجبهة، الجمعة، للتنديد بتضمين منظمي السباق الدولي “رالي الصحراء الكبرى” في نسخته العاشرة، المبرمجة في الفترة ما بين 27 دجنبر الجاري و10 يناير القادم، الأقاليم الجنوبية للمملكة ضمن مسار السباق، مهددة بأن كامل أراضي ما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، بما في ذلك مجالها الجوي والبري والبحري، تبقى “منطقة حرب مفتوحة”.

واستمرت البوليساريو في نسج أحلامها المستحيلة في البيان ذاته، إذ دعت “جميع بلدان العالم والقطاعين العام والخاص إلى الامتناع عن القيام بأي نشاط في ترابها”، محذرة منظمي السباق الدولي والمشاركين فيه والراعين له ومحملة إياهم “مسؤولية العواقب التي ستنتج عن عبور الصحراء”، متوعدة بالرد عن أي خرق لهذا التحذير الذي يبدو أن صداه لا يتجاوز تندوف.

استهلاك إعلامي وخطأ استراتيجي

قال محمد لمين النفاع، مسؤول عسكري سابق في جبهة البوليساريو عضو اللجنة السياسية لحركة “صحراويون من أجل السلام” المنشقة عن الجبهة، إن تهديد الأخيرة “ما هو إلا جعجعة بلا طحين موجهة أساسا للاستهلاك الإعلامي المحلي داخل المخيمات”، مشيرا إلى أنه “لو كانت البوليساريو فعلا قادرة على تنفيذ هذا النوع من التهديدات لقامت بذلك خلال السنوات الثلاث الأخيرة لإعلانها استئناف أعمالها العسكرية ضد المغرب، وليس أن تنتظر سياقا دوليا لتنفيذ هذا التهديد، لأنها في الأخير لا يمكن أن تشفق على الرباط”.

وأضاف النفاع، في دردشة مع هسبريس، أن “مثل هذه البيانات إنما تروم الرفع من معنويات أنصار البوليساريو في المخيمات التي اهتزت إثر فشل قيادة الجبهة في تحقيق النجاح الذي وعدتهم به منذ إعلانها التنصل من وقف إطلاق النار في نونبر من العام 2020″، موضحا في هذا الصدد أن “هذا التنصل والخرق هو من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها الجبهة في تاريخها”.

ولكن، لماذا يعد هذا أكبر خطأ تقدم عليه الجبهة؟ يجيب المتحدث ذاته بأن “في الفترة ما بين تأسيس البوليساريو والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار كانت هناك حرب ضروس بين عناصر الجبهة وعناصر الجيش المغربي، وهاجمت البوليساريو القوات المغربية أكثر من مرة قبل بناء الجدار الرملي، وكان لها وهج وصورة معينة في صفوف ساكنة المخيمات”.

وزاد شارحا أن “البوليساريو ظلت إلى حد ما محافظة على صورة الجبهة القادرة على خوض حروب مع المغرب طيلة الثلاثين سنة التي أعقبت وقف إطلاق النار، رغم أن هذه الصورة تلاشت واقعيا مع مرور السنين وموت عدد من الذين شاركوا في هذه الحرب، وأيضا مع تغير قناعات سكان المخيمات، غير أنها بعد نونبر 2020 وإعلانها العودة إلى الأعمال العسكرية، أظهرت عجزا كبيرا وتضررت صورتها بشكل كبير أمام الساكنة نفسها، إثر دخولها في حرب لم تعد قادرة عليها”.

قدرات هزيلة وضربة الكركرات

تفاعلا مع سؤال لهسبريس حول مدى امتلاك البوليساريو قدرات عسكرية تمكنها من تنفيذ هذه التهديدات، أورد النفاع أن “القدرات العسكرية الحالية للجبهة لا تمكنها أبدا من استهداف أي مسار من هذا السباق الدولي، ثم إن قادتها واعون تماما بأنهم في الوقت الحالي وفي ظل الوضع الذي يعيشونه، لا ينقصهم صناعة المزيد من الأعداء، ذلك أن استهداف المشاركين في هذه التظاهرة يتجاوز استهداف المغرب بحكم الجنسيات المختلفة للمشاركين فيه”.

وفي استعراضه لأبرز الأحداث والعوامل التي ساهمت في ضعف موقف البوليساريو، لفت عضو اللجنة السياسية لحركة “صحراويون من أجل السلام” إلى أن “الضربة الثانية التي تلقتها البوليساريو هي فقدانها معبر الكركرات بعد تأمينه من طرف الجيش المغربي، حيث كانت الجبهة كلما خفت بريقها على الساحة السياسية والإعلامية تلجأ إلى هذا المعبر وتجلب إليه بعض المتظاهرين لتحريك المياه الراكدة، وهذا ما يؤكد مجددا أن قرار رجوعها إلى الحرب خطأ كبير دفعت وما زالت تدفع ثمنه”.

“العالم كان يدفع باتجاه عدم عودة حرب ما قبل سنة 1991 بين البوليساريو والمغرب حيث كان يجهل خبايا قوة البوليساريو ظانا أنها ربما تتنامى على ما كانت عليه”، يسجل المتحدث ذاته، الذي أوضح أن “قرار الرجوع إلى الحرب عرى البوليساريو عسكريا وكشفها على حقيقتها أمام الكل”، مشيرا إلى أن “الجبهة لا تكره أن تبُث الحرب التي تدعيها بالصوت والصورة لكي يراها العالم، لكن الحقيقة أن لا قدرة لها على ذلك”.

توظيفات جزائرية وشروط منتفية

أعاد النفاع تركيب صورة وسياق عودة البوليساريو إلى ما أسمته “الكفاح المسلح”، حيث أشار إلى أن “سياق هذه العودة مرتبط بالحراك الجزائري سنة 2019، حيث جاء العسكر بعبد المجيد تبون لينصبوه رئيسا على البلاد في انتخابات صورية، وظل الجزائريون يطالبون بدولة مدنية لا عسكرية، قبل أن تأتي جائحة كورونا ليوظفها النظام لقمع الحراك، حيث كانت الجزائر آخر دولة ترفع الحظر الذي فرضته خلال تلك الفترة، ليس خوفا على الجزائريين وإنما خوفا منهم”.

وزاد شارحا: “بعد ذلك، أمرت الجزائر البوليساريو بالتحرك عسكريا لصرف النظر وافتعال حرب مع المغرب، وبالتالي صناعة خطر خارجي لحماية النظام من الحراك، ليتم بعدها أيضا في سنة 2021 اتهام الرباط بافتعال حرائق الغابات في الجزائر والتآمر ضد النظام لقطع العلاقات الدبلوماسية معها، لأن الأنظمة الديكتاتورية كلما اشتد الحبل حول عنقها تبحث عن أعداء خارجيين للانعتاق منه”.

وخلص المسؤول العسكري السابق في البوليساريو إلى أن “الجزائر وظفت الجبهة في مشاكلها الداخلية من أجل تهدئتها، لكنها ورطتها وجعلتها تتخبط داخليا وخارجيا”، مسجلا أن “الاستقلال الذي تطالب به قيادات الجبهة لا تملك مقومات تحقيقه لا عسكريا ولا سياسيا، ذلك أن التجارب المقارنة بنيت أن تحقيق هذا المطلب لا يمكن أن يكون إلا بطريقتين: الأولى التوفر على قوة عسكرية كبيرة قادرة على تحقيق الحسم في الميدان، والثاني أن تكون مساندا بقوى دولية وازنة تستطيع فرض هذا المطلب على غرار ما وقع في جنوب السودان، وهذان الشرطان غير متحققين في الجبهة باعتراف منها هي نفسها. وبالتالي، فإن حل هذا النزاع لا يمكن أن يكون إلا مع المملكة المغربية وفي إطارها”.


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة | berkanexpress.com

تعليقات الزوّار

أترك تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.