24 ساعة

أراء وكتاب

الجزائر تكرس دبلوماسية البترودولار وشراء الذمم

الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

نوايا ”الجماعة”

يوميات

--berkanexpress--

مؤسسة الوسيط تُعلن انتهاء أزمة طلبة الطب في المغرب

خارج الحدود

-berkanexpress-

الاتحاد الأوروبي يندد بمناورات النظام الجزائري
الرئيسية | كتاب وأراء | الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب، بل في وعي الناس

-جان جاك روسو-

فتحنا المجال للتغيير اليوم، لكن النظام لا يتنازل بسهولة، ودائما هناك بدائل وما يحدث اليوم من تغييرات لا يُعبِّر عن نيّة للرحيل بل إعادة التموقع بالأساليب الديكتاتورية المتنوّعة، والحقيقة تُقال الديمقراطية شعارات رنّانة، والشعوب هي من تختار الطريقة المُناسبة لخصوصياتها.

يجب تركيز النظر على الوعي في المرحلة الحالية، فمواقع التواصل الاجتماعي باب من أبواب التغيير وليس من داعٍ لنسب الحراك لفئة وتهميش أخرى، والكلام موجّه للذين نسبوا لهم الأحقية في التغيير، كما يجب أن نعلم أننا من نصنع الطاغية وهذا هو الوقت المُناسب لاقتلاع جذور الاستبداد والأهم الحفاظ على سلميتنا وعدم السماح لأي أفكار وإيديولوجيات بالتغلغل بيننا.

نعم لقد بدأ البعض في شن حروب نفسية مفادها أنّ الحراك لا يُنسب إلى الفئات التي انضمت إليه مؤخرا فقط، و حسب اعتقادهم أنّ الأحقية للذين خرجوا من أول جمعة وبالضبط يوم 22 فيفري 2019 وواصلوا نضالهم إلى اليوم، الأمر خطير ولا يجب الأخذ بآرائهم عبثاً، فالحراك ليس ملكاً لأحد بل هو أوّل لبنة لبناء جزائر جديدة، وكلّ من خرج سواء في الجمعة الأولى أو التاسعة يُعتبر مُواطناً، والكثيرين لم يتظاهروا لكنهم مساندين للتغيير ولسنا هنا لدراسة وتفحّص النوايا، وحده الله من يعرف الصادق والكاذب أي لا مُبرّر لنا لمحاسبة بعضنا البعض، بل هدفنا هو محاسبة العصابة التي نهبت ولم تشبع بعد.

بالانتقال إلى نقاط أخرى، فإنّه من الضروري الحديث قليلاً عن حساسية المرحلة التي تشهدها البلاد حالياً، إذ شاعت التغييرات الشكلية والتي تُثبِّت قواعد الاستبداد أكثر، فالنظام لا يتنحّى بسرعة، وكذلك لا يرحل دون أن يترك بقاياه في الأرجاء من أجل إعادة تكوين نفسها للسيطرة من جديد وبمسميات مختلفة فقط، ومن يحسب أنّ الديمقراطية لُعبة ربح وخسارة فهو في وهم، لأنّها مُجرّد نظام وجميع الأنظمة تحمل بذور فنائها، والديمقراطية شكل من أشكال الحكم الأكثر طلباً وما زادت شُهرته فهو مرغوب.

حسناً لنتحدّث قليلاً عن بقيّة هياكل النظام، من أهمّها المؤسسة العسكرية، أو سطوة الجنرالات، وهذا أمر معروف منذ التاريخ، والأكيد أنّ النظام الجزائري لا يخلو من هذا التجذُّر، لكن السؤال الذي يفرض نفسه ها هنا: هل نحن في الطريق إلى دولة مدنية حقاً، لن أكون متفائلة ولا حتى متشائمة، لأنّي لا أعلم خفايا العلبة السوداء. وفي ذات السياق، هناك دائماً كبش فِداء يضعه النظام جانباً حتى يستفيد منه في أوقات الأزمات، حينما يتزعزع استقراره لكن السؤال المطروح هنا: هل هناك شخصية عسكرية يُمكن أن توجَّه إليها الاتهامات في المرحلة القادمة، أم أنّ هاشتاج _جيش_شعب_خاوة_خاوة سيبقى هو الوجه السلمي الحضاري الذي يُميّز الطريق نحو الديمقراطية في التجربة الجزائرية، أم هي لعبة سياسية لمستقبل انتخابي مضمون التوجُّه؟

تتم الآن عملية الاعتقال والمحاسبة، لكن من يُثبت ذلك، ربما عقابهم هو تهريبهم بطائراتهم الخاصة وإيهام الشعب بأنّهم داخل السجون، فالنظام الذي اختلس وظلم واستبد لا يُمكن الوثوق في توبته، فالسياسة في ساحتنا لا يُمكن النظر إليها بعيون الأطفال، بل يجب التدقيق فيها ببصيرة الحكماء، فالمرحلة الانتقالية كالوعاء الذي يحوي فسيلة تحتاج إلى ماء يسقيها، لكن في حالتنا ما نوع الفسيلة التي تمت زراعتها، قد تنمو كنبتة ضارة نجني ثمارها تخلّفاً.

تداخلت الأمور كثيرا، لا أحد بإمكانه التنبّؤ بشي، لكن بإمكاننا مواصلة نضالنا بسلمية، باحترام آراء بعضنا، بالتشاور والحوار، فهذا هو الوقت المناسب لتشكيل ثقافتنا السياسية التي ستستمر معنا في المراحل القادمة، أما الجدال فيجب التخلّي عنه، لسنا بحاجة إلى طاقات سلبية تأخذ منّا الحكمة والتريُّث فالوطن للجميع ما عدا الخونة، ورحيل العصابة ومحاسبتها من أهم الأهداف والباقي يأتي تِباعاً. لن أُطيل الكلام فالوقت كفيل بكشف الستار، والأهم أنّ مفاتيح التغيير بيد الشعب الذي خرج عن صمته قرّر القضاء على الفساد، أي لا يُمكن هزيمة صبره، لذا علينا تكثيف التوعية عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي فهي الوسيلة الأسهل والأنجع أيضاً.

صحيح أنّ الاستمرارية صعبة لكنها ليست مستحيلة، والتغيير يبدأ من ذواتنا، من أُسرنا ومحيطنا الضيِّق والتربية والأخلاق هما الأساس لنجاح تجربتنا، ونحن للآن مثال إيجابي، إذ وقف العالم احتراماً لنا أي أنّ الثمن يكمن في ثلاثية: السلمية، الوعي، التضامن، أن نكون يداً بيد دائما لأنّها فرصتنا الوحيدة للتواصل الإيجابي وما دُمنا كذلك سنجني ثمار الازدهار مهما طال الوقت.

ها نحن إذاً نترقب، نُتابع كل ما يجري دون كلل أو ملل وسط التماطل الذي يُمارسه النظام الباحث عن ثغرات للتسلل دون عقاب من جهة، وكذا تهريب المسروقات وتهيئة الكرسي لشخص يخدم تقاعدهم عن مهنة الاختلاس، فما نهبوه خلال سنوات كان كفيلاً بجعلنا دولة متطورة، شعبها فاعل أول وليس كتلة من الاحباطات تسير بحثاً عن حياة أفضل، والرسالة الوحيدة التي نوجّهها إلى العصابة مُختصرة مفادها _تتنحاو_ڤاع.


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة | berkanexpress.com

تعليقات الزوّار

أترك تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.