24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
الزفزافي يدعو إلى “ثورة ثقافية” في رسالة إلى “الحركة الأمازيغية”
رسالة جديدة بعث بها “أيقونة حراك الريف”، ناصر الزفزافي، إلى الحركة الثقافية الأمازيغية، عبّر من خلالها على ضرورة إحداث “ثورة فكرية وثقافية شاملة للقضاء على كل أنواع الاستلاب الثقافي والهوياتي، بل حتى الديني”، داعيا إلى “استرجاع الذاكرة التاريخية المستلبة والتحرر من قيود الطغيان والاستبداد بكل أنواعه وأشكاله”، معتبرا أن “الحراك الشعبي السلمي والحضاري لنموذج واضح على بروز ذهنية جديدة تعيد الاعتبار للإنسان الريفي الأمازيغي الحر”.
وقال الزفزافي، الذي أيدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الحكم الابتدائي الصادر في حقه، إن “الريف يعرف هجوما شرسا من طرف المخزن، من قمع واعتقال لخيرة شباب هذه المنطقة، التي عانت وما زالت تعاني الإقصاء والتهميش الممنهجين منذ أزيد من سنة”، مشيرا إلى كون “الريف، اليوم، ينزف ويبكي أبناءه المختطفين الموزعين على مختلف سجون المغرب، انتقاما منهم على صمودهم ونضالهم التاريخي أمام الآلة القمعية الرهيبة”.
وأضاف قائد “حراك الريف”، في الرسالة التي خطّها من داخل سجن “عكاشة” بالدار البيضاء، أن “الريف بأكمله يعيش سياسة عقاب جماعي، حتى صار مثل سجن كبير مطوق بجحافل القوات القمعية من كل جانب، كأن المنطقة في حالة حرب غير معلنة”، مبرزا أن “أبناءها عبارة عن رهائن لا يتمتعون بحقوق المواطنة كباقي المناطق الأخرى”، معتبرا أن ذلك “إن دل على شيء، فإنه يدل على الحقد الدفين الذي يكنه المخزن للمنطقة وأبنائها”.
وأوضح “أيقونة حراك الحسيمة”، المُدان ابتدائيا واستئنافيا بعشرين سنة سجنا نافذا، أنه “كان من الطبيعي أن يتهمونا بالانفصال وخدمة أجندات خارجية، بعدما فشلت جل مناوراتهم ودسائسهم لإسكات صوت الحق، صوت الريفيين الذين يرفضون الظلم والحكرة والشطط في استعمال السلطة كما رفضوا ذاك الظهير المشؤوم الذي يعتبر منطقة الريف عسكرية”، مؤكدا أنه “بهذا الظهير نفسه قضوا ويقضون على أي تنمية حقيقية للنهوض بالمنطقة اقتصاديا واجتماعيا” .
وأعرب الزفزافي عن تألمه من “تشتت” الريفيين على مختلف الجامعات المغربية، وقال: “يكابدون العناء لمواصلة دراستهم بعيدا عن أهلهم ومدنهم وبلداتهم اليتيمة، التي لا تتوفر على جامعة تحتضن أبناءها كباقي المدن الأخرى”، مبرزا أن “شريحة كبيرة من الشباب والشابات انقطعوا عن الدراسة نظرا لغياب الإمكانيات المادية لتغطية مستلزمات السكن والدراسة والتنقل بعيدا عن المدينة الأم”.
رسالة الزفزافي تطرقت إلى أوضاع المنطقة، موردة: “صرنا محاطين بالمعاناة من كل جانب.. نعاني حين نبحث عن منصب عمل لسد رمق العيش، حيث نضطر للبحث عنه خارج مدينتنا، ونعاني حين نحتاج لمعالجة ذوينا؛ فنضطر مرة أخرى للبحث عن المستشفيات خارج المدينة، إذ نقطع المسافات الطويلة أملا في العلاج من مرض السرطان الذي ينخر أجساد جل عائلات منطقة الريف”.