24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
زراعة الرمان.. سلسلة ذات قيمة مضافة كبيرة ببركان
يتميز إقليم بركان، المعروف أصلا بإنتاجه للحوامض، بأصناف أخرى من المغروسات والأشجار المثمرة المتنوعة، بما في ذلك شجرة الرمان؛ الفاكهة التي تحظى باهتمام خاص بالنظر لمذاقها الرفيع وقيمتها الغذائية.
ويعرف هذا النوع من المغروسات تطورا ملحوظا على مستوى جهة الشرق، وتحديدا بإقليم بركان، بفضل الاهتمام الذي يحظى به سواء من طرف الفلاحين أو الدولة التي تدعم هذا القطاع الواعد.
وهذا الاقبال الذي تشهده زراعة الرمان من طرف الفلاحين ناجم عن كونها الشجرة المثمرة الأكثر مقاومة للجفاف، وتأقلما مع الظروف المناخية وأنواع التربة، وكذا قلة متطلباتها المائية مقارنة مع أشجار أخرى.
وحاليا، تقدر المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار الرمان بجهة الشرق، بنحو 2400 هكتار، منها 74 في المائة متواجدة بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، و61 في المائة بإقليم بركان.
وفي هذا الصدد، فإن الأراضي الخصبة في هذا الإقليم توفر ظروفا ملائمة لهذه الزراعة التي تساهم في التنمية السوسيو – اقتصادية من خلال توفير 142 ألف يوم عمل سنويا على مستوى جهة الشرق.
كاميرا القناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، زارت ضيعات فلاحية خاصة بزراعة الرمان على مستوى جماعة بوغريبة، بإقليم بركان، وتابعت تطور هذا النوع من الأشجار المثمرة الذي استفاد من إعانات مقدمة من طرف الدولة، خاصة فيما يتعلق بتوسيع عملية التشجير وتحويل نظام الري إلى السقي الموضعي.
وفي هذا السياق، استفاد منتجو الرمان بجهة الشرق من إعانة على التشجير بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من ثلاثة ملايين درهم، منها 1,7 مليون درهم مخصصة لمنتجي منطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية.
وأكدت زينب آيت حميدة، مهندسة بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية، أن المساحة المجهزة بالري الموضعي تمثل 40 في المائة من المساحة المغروسة بأشجار الرمان.
وأضافت أن اعتماد نظام الري ساهم في الرفع من الإنتاج، كما وكيفا، حيث يرتقب أن يصل الإنتاج إلى حوالي 23 ألف طن هذه السنة.
وقالت السيدة آيت حميدة، إن هذا الرقم يتعلق بمتوسط محصول يقارب 14 طن / هكتار، مع تسجيل تفاوت كبير بين المناطق المسقية، ذات الإنتاجية العالية جدا، والمناطق البورية.
ويعد الرمان من الفاكهة التي تلقى اهتماما من طرف الفلاحين، وذلك بالنظر أيضا إلى الآفاق الكبيرة المتاحة لتصدير المنتوج، خاصة الصنف المحلي منه، حيث بلغت الكمية المصدرة من الرمان، برسم الموسم الفلاحي 2020 – 2021، أكثر من 910 طنا.
وتتميز شجرة الرمان بقلة احتياجاتها؛ حيث تعد من أكثر الأشجار مقاومة للجفاف، مما يجعلها تجود في المناطق الحارة والمعتدلة، كما تحتاج إلى شتاء بارد نوعا ما وموسم نمو طويل.
وتتطلب الزراعة فترات سقي متباعدة شريطة انتظامها، كما لا ينصح أن يتم الري بشكل زائد أثناء فترة النضج كونه يؤدي إلى تشقق الثمار وبالتالي إصابتها بالتلف.
وتنمو أشجار الرمان في أنواع مختلفة من التربة، كالطينية والمالحة والطينية والرسوبية، التي تبقى الأفضل والأكثر ملائمة لزراعة هذا النوع من المغروسات.
أما بالنسبة لفوائد الرمان؛ فهو معروف باحتوائه على كثير من مضادات الأكسدة، وقدرته على الوقاية من الأمراض المزمنة، فضلا عن دعمه لصحة القلب والأوعية الدموية، وبكونه غني بالألياف الغذائية.