24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
بوريطة: تشجيع الانفصال يعني التواطؤ مع الإرهاب.. والمغرب يقدم علبة أدواته لإفريقيا لمواجهة التطرف
اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، خلال افتتاحه أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي المناهض لـ”داعش”، المنطلق صباح اليوم الأربعاء بمراكش، أن دعم الكيانات الانفصالية في إفريقيا يمثل دعما للإرهاب.
وشدد بوريطة على أن التحدي الذي يواجه إفريقا حاليا هو بروز التيارات الساعية للانفصال والمرتبطة بالإرهاب التي لديها وسائل مالية وتكتيكية ولها علاقات قائمة مع المجموعات الإرهابية، موردا “غالبا ما نجد الانفصال والإرهاب وجهين لعملة واحدة”، وتابع “علينا ألا نخطئ، لأن تشجيع الانفصال يعني التواطؤ مع الإرهاب”.
وقال بوريطة إنه بالرغم من تحديات السنتين الماضيتين بسبب وباء كوفيد 19، فإن التحالف رفع جهوده للحد من الإرهاب وتمكن من توسيع عضوياته بضم دولة البينين، موردا أن هذا “يعكس التطور المهم لتحالفنا وتوجهه الاستراتيجي”، استنادا إلى تعزيز هزيمة داعش في الشرق الأوسط عبر بناء القدرات الداخلية، وعبر تعزيز جهود التواصل التي أصبحت بارزة بين الدول، مشددا على أن التحالف سيُرتب أولوياته تجاه التحديات المتطورة على أساس شامل وكلي.
وأورد الوزير أن “الحذر كان دائما واحدا من مبادئنا لأن تهديد داعش لم يتراجع”، وأضاف “لقد أصبحت داعش المجموعة التي تسببت في قتل أكبر عدد من الناس، وأضحت إفريقيا المستهدف الأكبر بـ41 في المائة من الهجمات، في حين تزايد العنف بما بين 40 و60 في المائة في إفريقيا العام الماضي، مع تسجيل أن منطقة الساحل والصحراء تعرف حضور أكثر المجموعات الإرهابية فتكا.
ووفق الأرقام التي أعلن عنها وزير الخارجية فإن إفريقيا جنوب الصحراء سجلت 48 في المائة من إجمالي الوفيات عالميا بسبب الإرهاب، بما مجموعه 3461 قتيلا سنة 2021، بالإضافة إلى الأثر الاقتصادي الذي تمثل في خسائر بقيمة 171 مليار دولار، ونزوح 30 ألف شخص خلال الأعوام الـ15 الماضية، مبرزا أنه في القارة السمراء يوجد 27 كيانا إرهابيا في قائمة جزاءات مجلس الأمن، وأبرز الوزير أن هذه المجموعات وصلت للساحل الأطلسي والمسارات البحرية وظهرت في خليج غينيا والقرن الإفريقي وتسعى لوضع يدها على الموارد الطبيعية.
واعتبر وزير الخارجية أن هذا الاجتماع يحمل توقعات كبيرة تتضح من خلال عددِ الدول الإفريقية المشاركة التي قال إنه يجب تشجيعها على امتلاك استراتيجياتها الخاصة لمكافحة الإرهاب، موردا أن المغرب يحيي مرور 19 عاما سنوات على هجمات الدار البيضاء الدامية، ومنذ ذلك التاريخ اعتمد استراتيجية شاملة وكلية لمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف وتمكن من فك عدد كبير من الخلايا، وهذه الممارسة التي اعتمدتها السلطات المغربية لمواجهة التطرف والراديكالية مكنت من إنشاء علبة أدوات يجري تقاسمها مع دول إفريقيا نظرا لاقتناع المملكة بـ”قدرات إفريقيا على عكس التيار”، كل ذلك أدى إلى إعداد “مقاربة دقيقية في دعم بلدان القارة، من خلال الفريق المخصص لهذا الغرض الذي يقوده المغرب وإيطاليا والنيجر، وإحداث منصة لتبادل التجارب”.