24 ساعة

أراء وكتاب

الجزائر تكرس دبلوماسية البترودولار وشراء الذمم

الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

نوايا ”الجماعة”

يوميات

berkanexpress

المجلس الرئاسي الليبي: تفاجأنا بحديث تبون عن اتفاق حول كيان مغاربي ثلاثي

خارج الحدود

-berkanexpress-

الاتحاد الأوروبي يندد بمناورات النظام الجزائري
الرئيسية | أحداث متميزة | مجاهد مغربي قاد مقاومة الجزائر المبكرة.. مَن يكون الشيخ بوعمامة؟

مجاهد مغربي قاد مقاومة الجزائر المبكرة.. مَن يكون الشيخ بوعمامة؟

يعد المجاهد الشيخ بوعمامة أحد أبرز وجوه المقاومة في الجزائر المبكرة ضد الاستعمار الفرنسي، كذلك يعد مثالاً على تآخي الشعبين المغربي والجزائري في الدفاع عن حرية وكرامة بعضهما البعض.

قاد المجاهد الشيخ بوعمامة مقاومة شرسة ضد الاستعمار الفرنسي في جنوب

ليست المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، والتي انتهت بالانتصار عليه وتحرير الأرض في 5 يوليوز 1962، وليدة لحظة كتلك التي انفجرت فيها الثورة أو نضال كالذي خاضه رجالاتها فحسب. بل سيرورة تراكمية من الكفاح، دامت لعقود، وانطلقت منذ أول وطأة قدم غازية أراضي البلاد.

هذا ما تؤكده ملحمة كتلك التي قادها المقاوم محمد بن العربي بن الشيخ، الملقب بالشيخ بوعمامة، نهاية القرن الـ19 م. كما تؤكد تآخي الشعبين المغربي والجزائري، وانخارط المغاربة منذ ذلك الوقت في نجدة إخوانهم في الجزائر، من أجل رفع جور الاستعمار الذي طال بلادهم وقتها.

ما قبل مقاومة الشيخ بوعمامة

بعد احتلال الفرنسيين الجزائر سنة 1830، انطلقوا لبسط نفوذهم الاستعماري على أراضي البلاد كلها، بما فيها منطقة الجنوب الغربي حيث يعيش الفرع الشرقي من قبائل ولاد سيدي الشيخ، التي تمتد أراضيها من شرق المغرب إلى غرب الجزائر. فشنوا ضد تلك المنطقة حملات عسكرية عديدة، أبرزها التي قادها العقيد جيري سنة 1845، وحملة الجنرال كافينياك سنة 1847، وحملة الجنرال بيلسيي سنة 1849.

ومنذ أول موطئ قدم لهم في المنطقة، عمد الاستعمار الفرنسي إلى استمالة زعامة قبائل ولاد سيدي الشيخ الشراقة (الشرقيين)، ونصب زعيمها جعفر بن بوبكر خليفة على الجنوب الجزائري وصولاً إلى مدينة ورقلة. وخلفه بعدها في المنصب أخوه حمزة بن بوبكر، ثم بوبكر بن حمزة، فسليمان بن حمزة الذي أعلن عصيان القبيلة للحكم الفرنسي، واستقال من منصبه لقيادة الجهاد ضده.

استشهد سليمان بن حمزة في أول معركة له ضد الفرنسيين سنة 1864، لكنه نجح في قتل قائد القوات الفرنسية فيها الجنرال بوبريتر. وحمل لواء المقاومة بعده ابنه محمد بن سليمان، الدي استمر وصولاً إلى سنة 1867.

في هذا الوقت كان الشيخ بوعمامة الذي تعددت المصادر التاريخية حول أصول قبيلته وامتدادها بين المغرب والجزائري، يراقب أبناء عمومته يذبحون على يد الاستعمار، وستمثل له هذه القوة الحاشدة لخوض غمار الجهاد ورفع ذلك الكرب عنهم. غير أنه “لم تقم مقاومة الشيخ بوعمامة من عدم دون تحضير ورغبة، بل كانت تلك المسألة في ذهن الشيخ قبل اندلاعها بسنوات” يقول الدكتور عبد القادر خليفي، في مقاله “خصائص مقاومة الشيخ بوعمامة”.

الملحمة

في إطار تخطيطه المحكم لثورته، خصوصاً وأنه ومع اشتداد عوده أخذ يكتسب ثقلاً دينياً أكبر، بتفقه في الدين وتقواه وورعه، وتأكد ذلك بتوليه شيخاً للزاوية البوشيخية وزعيم طريقتها الصوفية. ولعب مقدمو الزاوية دوراً كبيراً في حشد القبائل إلى الجهاد، ودعوتهم للانضمام إلى حركة الشيخ بوعمامة المقاومة.

وحسب مقال الدكتور عبد القادر خليفي، يذكر أحد الضباط الفرنسيين الذين عاصروا الشيخ، بأنه “منذ سنة 1878، نفذ مقدمو الشيخ بوعمامة أعمالاً مشتبهاً فيها لدى القبائل البدوية جنوبي إقليم وهران، يبشرون بالجهاد ويسجلون الإخوان وينظمون جهودهم من أجل حركة عامة”.

إلى حين حدوث أول مواجهة بين الشيخ والقوات الاستعمارية بمعركة صفيصفة في أبريل1881، حيث نجحت المقاومة في دحر العدو الفرنسي، والانتصار عليه. ولم يفقد بوعمامة خلال تلك المعركة سوى عدد قليل من المجاهدين، وزاد ذلك الانتصار في انضمام متطوعين جدد في حملته.

وأمام خطورة الوضع سارعت السلطات الاستعمارية إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة، من أجل قمع الثورة والقضاء عليها، وتمثل هذا المدد الذي في فرقتين من المتعاونين الجزائريين، وقافلة عسكرية من 2500 جندي فرنسي و600 جزائري. غير أن هذه القوات كلها فشلت في الانتصار على الشيخ في معركة ثانية قرب منطقة قصر الشلال، في ماي1881.

بعد هذين الانتصارين انسحب الشيخ بوعمامة تكتيكياً نحو مدينة البيض، حيث اعتمد على حرب العصابات ضد الاستعمار الفرنسي، ومهاجمة مصالحه الاقتصادية في المنطقة، والعمل على خلق جو من التهديد الدائم لإرباك صفوف العدو.

وبين سبتمبر وأكتوبر عام 1881 تعرضت القوات الفرنسية بقيادة كل من الجنرال كولونيو والجنرال لويس إلى هجمات المجاهدين قرب منطقة العين الصفراء، قام على إثرها الجنرال لويس بتحطيم القصرين اللذين كان يمتلكهما الشيخ بوعمامة وهما قصر مغرار الفوقاني وقصر مغرار التحتاني، كما دمرت زاوية الشيخ بوعمامة أيضاً.

وفي سنة 1882، لاحقت قوات الاحتلال الشيخ بوعمامة في الأراضي المغربية لكنه رد عليها بهجوم عنيف في منطقة شط تيغري كبد العدو خسائر فادحة في الأرواح وأجبره على الانسحاب. وعاد المجاهد المغربي إلى الاستقرار مرة أخرى في فكيك، من أجل تنظيم خطوطه، ومنها قاد حملاته لإرباك خطوط الاستعمار.

ولم تنجح السلطات الفرنسية في كسر شوكة الشيخ بوعمامة، هكذا عملت على استمالته، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل. لتنتهي بمنحه الأمان دون قيد أو شرط، سنة 1899، بنية أن تسلم من مقاومته.

مقام الشيخ الأخير

ومن فكيك في الجنوب، عاد الشيخ بوعمامة ليستقر في مدينة وجدة أقصى الشرق المغربي، حيث أعاد تأسيس الزاوية الشيخية بها، وعاش آخر أيامه قائماً على تلك الزاوية. وتوفي سنة 1908بمدينة العيون الشرقية المغربية، وما زال إلى اليوم قبره مزاراً لأهالي المنطقة من أجل التبرك به.

وعاش الشيخ بوعمامة حوالي 70 سنة، حيث ولد سنة 1838 بمدينة فكيك، ينتمي إلى قبيلة أولاد سيدي الشيخ من سلالة عائلة أولاد الحرمة التي تنحدر من أولاد سيدي التاج الابن الثالث عشر للجلد الأول سيدي الشيخ، وقد حصر هذا الفرع في المغرب الأقصى وما حددته معاهدة لالة مغنية. ويعود نسب قبيلة أولاد سيدي الشيخ إلى عبد الرحمن ابن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق.


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة | berkanexpress.com

تعليقات الزوّار

أترك تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.