24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
معتقلون في جحيم سجون “البوليساريو” ينتظرون “التفاتة دولية”
في ظروف لا إنسانية، يواصل العديد من القاصرين الصحراويين قضاء مدة محكوميتهم بسجن الذهيبية بتندوف، بعد أن رماهم قضاء جبهة البوليساريو داخل هذا السجن دون توفر شروط محاكمة عادلة تبت في المنسوب إليهم من اتهامات يرتبط أغلبها بأبعاد سياسية وانتقادات لقيادة ابراهيم غالي للمخيمات.
وكشفت أشرطة فيديو، عن قاصرين كثر يمكثون إلى جانب كبار السن بالسجن سالف الذكر، ويعانون من كدمات وآثار تعذيب وأمراض جلدية خطيرة تستوجب الذهاب للمستشفى، وهو ما لم يتأت لهم.
واشتكت الشهادات الواردة في الفيديو من غياب ظروف الاعتقال، حيث يكتفي المسجونون بقضاء حاجتهم البيولوجية على مقربة من أماكن النوم، التي تتكون من فراش فقط، مبدين امتعاضهم من سوء التغذية، وغياب الأدوية لمعالجة الأمراض المنتشرة في صفوف السجناء.
وناشد المعتقلون مختلف المنظمات الحقوقية الدولية التدخل لرفع الظلم والحيف الذين طالا العديد منهم، الذين ولد أغلبهم في مطلع الألفية الحالية، حسب الشهادات التي أدلوا بها، فيما لم يتمكن البعض الآخر من معرفة اسمه وسبب اعتقاله لكونه وجد نفسه مسجونا منذ الصبا.
وتظهر أشرطة الفيديو مكانا ضيقا يفترش فيه المعتقلون أغطية بالية يستلقون فوقها، تقيهم قليلا من خشونة الأرضية وحرارة الطقس المرتفعة التي تعرفها المخيمات خلال شهر غشت، مشددين على ضرورة التدخل لإنقاذ أرواحهم بعد تسجيل ونشر الفيديو.
وفي هذا الصدد، قال كريم عايش، باحث في العلاقات الدولية، إن “استمرار اعتقال الناشطين الصحراويين بمعتقلات تندوف ردا على مشاركتهم في احتجاجات الرابوني للمطالبة بالتغيير يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية وصدقية وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية بخصوص ملفات المعتقلين قسرا بسجون البوليساريو”.
وأضاف عايش، أنه “مما يزيد الطين بلة ورود تقارير عن سوء المعاملة واحتجاز قاصرين”، مشددا على أن الأمر خرق سافرا لحقوق الأطفال، موردا أن “البوليساريو تطبق أيضا سياسة انتقامية تطال أهل المعتقلين وذويهم لترهيبهم وتخويفهم”.
واستنكر المتحدث “غياب أي خبر بخصوص الموضوع في وكالات الأنباء العالمية التي تسارع لتغطية أي حدث ولو كان جريمة عادية بأقاليمنا الجنوبية وتضخيمه ونشره على قنوات العالم، في حين تنهج سياسة النعامة تجاه مصير أطفال صغار معتقلين وناشطين حقوقيين صحراويين مسالمين قدرهم الاعتقال والاختفاء القسري بتندوف بمباركة القيادة الجزائرية وصمت العالم”.