24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
الجزائر البلد مقلوب؟!
بلدنا فعلا أصبح بلد المتناقضات الغريبة، تحكمه سلطة تسير على أربع، وتحكم شعبا يسير على رأسه!
في بلادنا السلطة تتهم المعارضة بأنها كوّنت أحزابا مناضلوها متعطشين للسلطة! وترى السلطة أن أحزاب المعارضة تمارس الفحش السياسي إذا تعطشت للسلطة! والحال أن تكوين الأحزاب في الجزائر هو فقط لتأييد السلطة للبقاء في السلطة، أما أحزاب المعارضة الطامعة في السلطة فهي أحزاب غير شرعية، ونشاطها السياسي غير شرعي! شرعية الأحزاب فقط هي التأييد والمساندة للسلطة، بمقابل، طبعا، تحدده السلطة وفق حالة كل حزب وحالة كل انتخاب!
في الجزائر أيضا الاقتصاد مريض ويسير على رأسه، نحن البلد الوحيد في العالم الذي فيه أسعار الماء المعدني أعلى من أسعار المازوت! وأسعار أعلاف الحيوانات أعلى من أسعار الخبز والمكارونة!
في الجزائر يمنع منعا باتا على الناس أن يمارسوا الاحتجاج في الشوارع، ويسمح فقط للشباب أن يمارس هذا الاحتجاج في الملاعب.. في الجزائر حيث الملاعب من المفروض أن تلعب فيها الكرة ويتم فيها تفريغ الشحنات الشبابية الطاقوية، فحادت هذه الملاعب عن رسالتها في تربية الشباب، وأصبحت الملاعب ساحات لممارسة العنف السياسي اللفظي من طرف الشباب!
في الجزائر الفساد ضرب حتى كرة القدم واجتاحتها أيضا الرداءة والجهل، فتجد الفريق الكبير في كرة القدم يتنافس على بطولة أو كأس، إذا أخذها يكافأ بما قدره 20 مليون دينار! ولكنه إذا باع المقابلة ورضي أن يكون من الفرق الوسطى في البطولة يحصل على 50 مليون دينار!
هكذا تكون فوائد بيع المقابلات أكثر بكثير من الحصول على البطولة! ويجري هذا أمام أعين الدولة التي فيها سياسة الكل أمني في السياسة والاقتصاد.. ولا أحد يتحرك، حتى بعض الصحافيين الرياضيين تحولوا الى بزانسية مع هذه الفرق الرياضية، والكل يحتال على الكل والقافلة تسير والكلاب مكلوبة ولا تنبح!