24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
الجزائر : أزمة سيولة خانقة.. طوابير بالبريد وإنهيار مالي على أبواب
شهدت مراكز البريد الجزائرية اكتظاظا حادا بالمواطنين وأزمة سيولة خانقة،حيث يعجز المواطنون عن الحصول على مدخراتهم والمتقاعدون عن سحب معاشاتهم منذ أزيد من ثلاث شهور وسط فوضى خانقة ومشادات مع موظفي المراكز الذين يشتكون من انعدام السيولة.
ويضطر المواطنون للتنقل إلى مكاتب البريد عدة مرات للحصول على معاشاتهم أو سحب رواتبهم وسط أزمة سيولة نقدية حادة ألقت بظلالها على جل مراكز البريد التي تشتكي من عدم تزويدها بالسيولة المالية اللازمة، وتؤكد أن كافة الأموال التي تتحصل عليها القباضات يتم سحبها في الساعات الأولى لليوم، في حين يتم تسريح بقية الطوابير بعبارة “عودوا غدا ربما تجدون سيولة كافية”.
أزمة السيولة خلال الأيام الأخيرة لم تمس مؤسسة بريد الجزائر وإنما كافة القنوات الرسمية على غرار البريد والبنوك والتأمينات، وهذا بسبب تهافت المواطنين على سحب أموالهم خلال فترة كورونا، مقابل تراجع كبير جدا في نسبة الإيداع، حيث يرفض الكثير من المواطنين والتجار ورجال الأعمال ادخار أموالهم بالقنوات الرسمية ويفضلون اكتنازها كسيولة ملموسة بالمنازل،
الأزمة وإن كانت ترتبط بفترة الحجر الصحي وتوقف النشاط الاقتصادي على مستوى كافة القطاعات بداية من شهر مارس الماضي، فإنها تحمل في طياتها أيضا انعكاسات حالة الجمود التي كانت تشهدها النشاطات الاقتصادية، فلا مشاريع اقتصادية جديدة، ولا استثمارات بالعملة الصعبة، ولا قروض بنكية، ولا مؤسسات جديدة، وهو ما فاقم من حدة الوضع اليوم، وجعل الأزمة تدخل سنتها الثانية.