24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
الجزائر : تبون في لقائه بالولاة يتخلى عن تفاؤله ويصرح مؤامرة خطيرة تحاك ضد البلاد
لم يمر الرئيس المعين تبون بمصاعب كبيرة، كما هو حاله الآن، حيث تموج سفينة رئاسته بالعديد من التحديات التي تجعل من الخوف العملة الأكثر تداولاً في الوقت الراهن.
فيما تواجه الحكومة مشاكل كبيرة، بسبب حالة الشلل التي تتعرض له برامجها وما تمر به من أزمات من إنقطاع المياه و الكهرباء و نفاذ سيلولة وحرائق الغابات وزلزال ميلة ووهم منحة مليون بسب كورونا وإنهيار منظومة صحية وأسعار نفط.
ولعل التصريحات التي أطلقها الرئيس خلال افتتاحه لقاء الحكومة مع الولاة بقصر الأمم، في خطاب دام 35 دقيقة،توحي بأنه تخلى عن تفاؤله ويظهر ذلك من خلال قوله «أن مؤامرة كبرى تحاك ضد البلاد وأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجزائر أحد فصولها، مشددا على أن خيانة الأمانة والتصريحات الكاذبة والتقارير المزيفة يجب أن تستبدل بتحمل الجميع للمسؤولية، متسائلا عن سر التماطل في تطبيق القرارات المتخذة لصالح المواطن على غرار منح المعوزين التي لم توزع إلا بعد 3 أشهر من صدور القرار، وأيضا منح الأطباء رغم أن القرار على مستوى وزارة المالية لا يستغرق أزيد من 10 أيام.
وذهب الرئيس أبعد من ذلك قائلا “أين هم الولاة لتشجيع الجيش الأبيض، أحذروا، فالأمور ليست بهذه البساطة، هناك قوى ضد البلاد لا تزال تسعى لـ”التخلاط” وسنتحرى حول الملف ونحاسب كل المتورطين”.»، وهي التصريحات التي اعتبرها انصاره مؤشراً إلى أن الوضع أشد قسوة مما يعتقدون.
وفي الصحف الجزائرية الصادرة أمس بدت الصحف الرسمية ومعظم المستقلة، على قلب رجل واحد، تتعامل مع المستقبل القريب بكثير من التوجس والقلق، بعد أن بدا الرجل الذي كان يطلق الأمل عبر خطبه، أكثر اعترافا بصعوبة الوضع .ومن اللافت أيضاً أن عددا من الذين أدمنوا التصفيق لكل ما يصدر عن الرئيس من تصريحات، بدوا أكثر توجساً ، بعد أن كانوا قد أدمنوا قصائد المديح.
لا يحتاج الأمر لبراعة تحليل ولا نسج سيناريوهات لاستشراف المستقبل فكل ما نراه الآن يقول أن تبون لا يملك شيء لا برنامج لا تصور جاء بغطاء عسكر وبشعارات فضفاضة ومشاريع وهمية يتحدث طوال الوقت عن وجود مؤامرة خارجية سيتحدث كثيرا ويصرح طويلا، لكن لا يفعل شيئا .
ومن غرائب أن رئيس جمهورية يقول “لماذا يقطع الماء ليلة عيد الأضحى، فبعض أصوات الغربان جعلت الأمور تتفاقم، هناك مؤامرة لزعزعة الاستقرار،وكذلك الوضع بالنسبة لأزمة السيولة في البريد،وجدنا من يسحب 40 مليارا في اليوم،ومواطن مسن يسحب لوحده مبلغ 2،5 مليار سنتيم مرتين في الأسبوع وهذا لا يوجد إلا في جمهورية عسكر التي تنقطع فيها المياه والكهرباء وتجف السيلولة وتثكاثر طوابير السميد والحليب وتشل الأنتريت وتأتي السلطة لتبرير فشل وتقول إنها مؤامرة أجنبية.