تحسبا للتقلبات المناخية التي يعرفها فصل الشتاء، عبأت القوات المسلحة الملكية وحدة على مستوى الحامية العسكرية لمدينة وجدة، من أجل تقديم الإغاثة والمساعدة للسكان المدنيين الذين قد يتأثرون بسوء الأحوال الجوية وموجات البرد القارس.
وبتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تم، في إطار هذه الوحدة، تجنيد مكونات برية وجوية وطبية قصد تقديم الإغاثة والمساعدة، إذا لزم الأمر، لهؤلاء السكان.
وبفضل هذه التعبئة، وبتعاون مع السلطات المحلية، سيتم توجيه وإيصال المساعدة والدعم اللازمين إلى السكان الذين قد يواجهون ظروفا صعبة بسبب سوء الأحوال الجوية، خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق النائية والمعزولة بسبب تساقط الثلوج بكثافة.
وتتكون وحدة الإغاثة المعبأة من كوادر عسكرية مؤهلة من مختلف مصالح القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، مجهزة ومزودة بوحدات طبية وبوسائل التعبئة وآليات الهندسة العسكرية التي تمكنها من فتح الطرق، وبالتالي السماح بتوصيل المساعدات الغذائية إلى الدواوير المعزولة.
وأعدت وحدة الدعم والمساندة هاته بطريقة تمكنها من الاستجابة الفورية وبكل نجاعة للحالات الطارئة على مستوى عمالة وجدة.
وتم تجهيز هذه الوحدة بوسائل متعددة توفرها مختلف مصالح القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، مدعمة بوحدات طبية ملائمة، ووسائل السكن، والنقل، والصيانة، والهندسة العسكرية.
كما تم تزويد الوحدة بوسائل للاتصال والمواصلات تعد ضرورية لضمان التنسيق الوثيق في كل الأوقات بين مختلف الجهات الفاعلة، لاسيما في حالة الطوارئ، بالإضافة إلى الوسائل الصحية الضرورية.
وعلى الصعيد الترابي، تم تفعيل مركز قيادة تابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية على مستوى الحامية العسكرية لوجدة من أجل إدارة لاممركزة لحالات الطوارئ، بالتنسيق مع السلطات المحلية على مستوى ولاية جهة الشرق ومختلف المتدخلين المحليين.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد زكرياء عماري، الكومندان بالفوج السادس للهندسة العسكرية (وجدة) أنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وفي إطار الاستعدادات والتدابير الاستباقية لمواجهة موجة البرد والتساقطات الثلجية خلال فصل الشتاء 2021-2020، تجندت القوات المسلحة الملكية بمختلف مكوناتها ومصالحها من أجل تقديم المساعدة الضرورية لسكان مختلف الجماعات الترابية لعمالة وجدة، وذلك بتنسيق وتعاون مع السلطات المحلية والقطاعات المعنية ومصالح الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية.
وفي هذا الإطار، تابع أنه تمت على مستوى الحامية العسكرية لوجدة تعبئة وحدة متكاملة تضم مجموعة من الوسائل البشرية واللوجيستيكية رهن إشارة السلطات المحلية من أجل التدخل والسريع والفعال في الحالات الضرورية.
وأوضح السيد عماري ان هذه الوحدة تضم عناصر من الهندسة العسكرية والعتاد العسكري والتموين العسكري وسلاح الاتصالات والصحة العسكرية، مضيفا أن هذه الوحدة تبقى مستعدة للتدخل الفعال لحماية المواطنين مع احترام التدابير الصحية والوقائية المعمول بها، في إطار الوضعية الوبائية التي يمر بها المغرب والعالم بأسره.
من جهته، أكد أيوب السوسي ضابط بالفوج السادس للهندسة العسكرية أن هذا الفوج التابع للحامية العسكرية لوجدة يبقى جاهزا للتدخل السريع والناجع لفك العزلة وإنقاذ قاطني المناطق المعزولة.
وأكد أن هذا الفوج يتوفر على مجموعة من الموارد البشرية واللوجستيكية المؤهلة لمثل هذه العمليات، مشيرا إلى أنه في ما يخص الجانب البشري، هناك جنود متخصصون في التدخلات السريعة والفعالة من سائقين وتقنيين وكذا منقذين.
وبعدما سجل أنه تم في هذا الإطار أيضا تسخير آليات للدفع والحفر وجرافة وشاحنات للنقل وآليات أخرى، أشار السيد السوسي إلى أنه بالنظر لأهمية الظرفية الحالية، فإن الموارد البشرية والوسائل اللوجستيكية للفوج السادس للهندسة العسكرية مستعدة لحماية المواطنين وممتلكاتهم وكذا الممتلكات العامة من أخطار الكوارث الطبيعية المتعلقة بالفيضانات وإغاثة المنكوبين وتأمين تنقل الأشخاص والمواصلات، وفاء لشعارنا الخالد: الله الوطن الملك.
من جهته، أشار الطبيب الكولونيل بمصحة الحامية العسكرية لوجدة، إدريس محسين، إلى أنه في إطار عملية “رعاية” التي تهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجة البرد وتساقط الثلوج، فقد تمت تعبئة وحدة صحية تتكون من سيارة إسعاف وطاقم طبي مكون عى الخصوص من طبيب وممرضين ومسعفين.
وأوضح أن هذه التعبئة تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية من ساكنة المناطق المهددة بموجة البرد وتساقط الثلوج، مسجلا أن هذه الوحدة الصحية العسكرية ستعمل، إلى جانب نظيرتها من وزارة الصحة، من أجل تقديم المساعدة الطبية للمرضى والمسنين والنساء الحوامل.