24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
بعد المساجد ….النظام العسكري الجزائري يستنجد بأحزاب السلطة المنبودة في قضية الصحراء المغربية
اختارت السلطة العسكرية الجزائرية الحاكمة الإستنجاد بأحزاب السلطة لإقناع الجزائريين بضرورة دفاع عن قضية الصحراء ومهاجمة المغرب، وبعد فشل خطة إستغلال المساجد وتحرك أحرار الحراك الشعبي برفضهم إقحام الشعب في قضية لا تهمه وأعتبروا الأمر تسويق للأزمات للخارج ولتغطية الإخفاقات والتوترات الداخلية .
أوعزت السلطة الجزائرية إلى أذرعها السياسية والمخابراتية ديارس من أجل إقناع الشارع الجزائري بقيمة قضية للخروج من الأزمة السياسية وإقتصادية الراهنة، وإعطاء الانطباع للرأي العام بأن المغرب عدو وسبب أزمة الجزائر مما يفرض مساندة توجهات المؤسسة العسكرية.
وظهرت العديد من الأحزاب الموالية للسلطة المنبودة وتحركات على شكل تنافس بين رؤساء هذه الأحزاب في الجزائر لتستقبل ما يسمى سفير الببوليساريو وتصدر بيانات الدعم، حيث ظهر أن رموز وجيوب النظام السابق هي التي تقف وراء هذه خرجات، وأن من كانوا إلى وقت قريب يروجون للعهدة الرئاسية الخامسة لعبدالعزيز بوتفليقة، هم الآن من يصطفون خلف المؤسسة العسكرية على شاكلة
أبو الفضل بعجي جبهة التحرير الوطني وعبد الرزاق مقري حركة مجتمع السلم وجمال بن عبد السلام رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة وعبد العزيز بلعيد جبهة المستقبل وبن قرينة من حركة البناء الوطني وفيلالي غويني حركة الإصلاح الوطني والطيب زيتوني الأرندي كلها أحزاب تسبح في فضاء المخابرات “ديارس” توجههم حسب إيقاع القضايا.
ولم يتوان نشطاء معارضون للنظام السياسي القائم، في خوض حملة مضادة للكشف عن خلفيات بعض الفاعلين في التوجه الجديد حول قضية الصحراء المغربية وأعتبروهم أدوات وظيفية في يد السلطة ورجالات مهمات القذرة .
وأكدوا أن قضية إستزاف أموال الشعب وبقاء الجنرالات وتسخير كافة الإمكانيات للبلد من أجل نشر العداوة مع المغرب ونهب قادة البوليساريو للملايير من دولارات من خزينة عمومية للجزائر.
ويبدو أن السلطة الحالية، وجدت ما تستند إليه في مقاربتها بتوظيف قضية الصحراء في “إعادة إنتاج نظام بوتفليقة”في صمت وأن المؤسسة العسكرية، التي ما زالت اللاعب الرئيسي والأساسي في ميدان الحكم في الجزائر، تراهن على ضمان استمرارية النظام القائم،من دون السماح بأي تغيير حقيقي في البلد، في تحد لإرادة ملايين الجزائريين، الذين ما زالوا يخرجون في مظاهرات سلمية، لأشهر متواصلة وتحرك قضية الصحراء الأن لتصرف الإنتباه عن قضايا حقيقية للشعب وعلى الالتفاف على مطالب الجماهير وإعادة آلة النظام للإشتغال، على نفض الغبار عن شخصيات فريق الرئيس السابق.