24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
الجزائر : ارتباك في الأسواق ومواد غذائية “لمن استطاع إليها سبيلا”
تشهدُ أسعار مختلف المواد الاستهلاكية والغذائية، ارتفاعا، وهو ما يُنذر بانهيار إضافي للقدرة الشرائية للجزائريين عام 2021، لكن المفاجأة تمثلت في الأسعار المرتفعة لمختلف المواد بما فيها تلك التي كان يهرب إليها البسطاء مثل مادة البطاطا واللحوم البيضاء وغياب حليب وزيت.
ففي أسواق شرق البلاد يئس المواطنون نهائيا من إمكانية تناول السردين بسعر دون الألف دينار جزائري، وحتى في الولايات الساحلية بلغ أرقاما غير منطقية وثابتة، سواء تهاطلت الأمطار وهبت الرياح أو كان الجو صحوا ومشمسا، وصار الناس يلاحظون فئة واحدة من المجتمع في أسواق السمك وهي من ميسوري الحال الذين يقتنون السمك والسردين وبدورهم أحسوا بعلو ثمنه فيما لحوم أصبحت حلم.
وأكد كثيرون من المواطنون، استغناءهم عن قائمة من المواد الغذائية الاستهلاكية، كانت إلى وقت قريب من الضروريات في المنزل رغم نذرتها، وأهمها مشتقات الحليب، مثل الياوورت والأجبان وحليب الغبرة، أما أخرى فصار دخولها للمنزل “معجزة” الآن، ومنها السمك واللحوم الحمراء.
أما الصدمة الكبرى تمثلت في اللحوم البيضاء التي كانت ملاذا للطبقة المتوسطة وحتى الضعيفة، حيث بلغت الزيادة في الكثير من المناطق الـ100 بالمئة مقارنة بالأسعار المسجلة منذ شهر.
وكانت عائلات قد تعودت على تجميد اللحوم البيضاء قبل شهر من رمضان، ولكنها هذه المرة بدت مترددة وآملة أيضا في نزول السعر، بالرغم من أن وزارتي التجارة والفلاحة لم تقدما أية وعود، واكتفتا بتشخيص الحالة من خلال الحديث عن أسباب ارتفاع الأسعار التي أرجعتاها إلى ارتفاع أسعار الأعلاف في الأسواق العالمية، وشعر المواطنون بزيادات محسوسة في كل السلع من عجائن وطماطم وحبوب بأنواعها إضافة إلى فقدان بعض أنواع السميد والفرينة الجيدة التي دأب المواطنون على اقتنائها خصيصا لشهر رمضان المعظم، أما عن البطاطا فلم تنزل بعد عن سعر 80 دج فيما صارت اللحوم الحمراء لمن استطاع إليها سبيلا من الناحية المادية.
وترجم الجزائريون ما عاشوه في الأسواق والمساحات الكبرى، على مواقع التواصل الاجتماعي بين الانتقاد، وأيضا التنكيت، حيث حولوا البطاطا وقنينة الزيت إلى مواد لتغريدات ثائرة تتمنى أن تنزل الأسعار لأن قهر وصل وفقر أصاب الجميع ندرة في كل شيء والأسعار نار.