24 ساعة

أراء وكتاب

الجزائر تكرس دبلوماسية البترودولار وشراء الذمم

الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

نوايا ”الجماعة”

يوميات

--berkanexpress--

حموشي بالمملكة المتحدة لبحث سبل تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات الأمنية

خارج الحدود

-berkanexpress-

الاتحاد الأوروبي يندد بمناورات النظام الجزائري
الرئيسية | أحداث متميزة | الوثائق الملكية تعزز السيادة المغربية على الصحراء

الوثائق الملكية تعزز السيادة المغربية على الصحراء

الوثائق الملكية تعزز السيادة المغربية على الصحراء

افتتحت بهيجة سيمو، مديرة مديرية الوثائق الملكية، رفقة عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية، الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2020-2021 في دورته الربيعية، في جلسة علمية بمركز الندوات التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وهو الدرس العلمي الذي دأبت كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس ـ سايس على تنظيمه كل سنة.

وكان لعشاق التاريخ والمهووسين بالبحث عن المعلومة والخطاطة والوثيقة موعد مع سفر مشوق بالأحداث التاريخية المتنوعة، من خلال قراءتها في مؤلفها “الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية”.

واستهل الجلسة العلمية رضوان امرابط، رئيس الجامعة، بحديثه عن “أهمية الدبلوماسية الموازية التي تقوم بها جامعة سيدي محمد بن عبد الله لصالح القضية الوطنية الأولى؛ وذلك بغية المساهمة الفعالة في ربح رهان التعبئة الشاملة وإحداث منتدى جامعي استشرافي خاص بالصحراء المغربية”، وكذلك عبر “خلق فضاء جامعي بفاس حول التفكير في الآفاق المستقبلية لقضيتنا الوطنية، وتسليط الضوء على الحضارة المغربية الضاربة في عمق التاريخ”، وإنارة الطريق أمام الأجيال المقبلة والطلبة الباحثين عبر تقديم “مقترحات تساهم في التنمية المستدامة، وفق الرؤية الحكيمة للملك محمد السادس، والمساهمة في توطيد العلاقات التجارية والأخوية بين المغرب والدول المغاربية والإفريقية، وإنتاج وثائق بحثية والترافع عن قضيتنا الوطنية”.

ومن جانبه، ركز سمير بوزويتة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس ـ سايس، على أن “العودة إلى الأصل أصل، وعودة المغرب إلى صحرائه كانت عودة إلى الأصل وإلى الذاكرة المغربية”، وهذه العودة جاءت استنادا إلى مستندات ووثائق تاريخية دامغة؛ وهو الشيء الذي أكدته المحكمة الدولية في لاهاي”.

وأضاف بوزويتة أن “المغرب بلد متجذر في التاريخ؛ ولكن طالته مظاهر البتر والتشويه في خريطته، كما يؤكد على ذلك التاريخ والمؤرخون والرحالة والعابرون”. ولذلك، “بذلت الدولة المغربية مجهودات كبيرة للحفاظ على سلامة هذه الخريطة، بفضل رجال ونساء خبروا أهمية الخطاطة”، مؤكدا أن “لقاء اليوم في هذه الجلسة العلمية هو تكريم لكل هؤلاء الرجال”، مختتما مداخلته بمأثورة للملك الراحل الحسن الثاني قال فيها: “لو لم أكن ملكا، لتمنيت أن أكون مؤرخا”، ومقولة أخرى للملك محمد السادس جاء فيها بأن “الصحراء قضية وجود، وليست مسألة حدود”.

أما بهيجة سيمو، مديرة مديرية الوثائق الملكية، فقد عبرت عن افتخارها بكونها من خريجات جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وعملت في مداخلتها على تقريب الوثيقة الملكية وأهميتها من الحاضرين، مشيرة إلى حيثيات تأليف الكتاب وطبعه قائلة بأن الكتاب يولد عادة وفق متطلبات راهنة. وقد جاء طبع هذا الكتاب “الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية” لتقريب المعلومة من الباحث وطالب العلم. ويندرج ضمن صنف خاص من التأليف حول موضوع معين، وتبني نسق معين في التأليف في مجامع وثائقية، كل ذلك من أجل فتح المجال للانخراط للمديرية في قضايا البلاد”.

وقالت أيضا في معرض حديثها بأن “البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب، وهي من أهم الأسس التي ينبني عليها الحكم في المغرب، كما أنها مفهوم شرعي يتم على تقديم وثائق في دراسة التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا، والكتاب هو نواة لمشروع وطني”.

كما تحدثت مديرة مديرية الوثائق الملكية عن طبيعة الوثائق وأهميتها، وكيف ساهمت في دراسة قضية الصحراء المغربية والدفاع عنها من خلال الترابط العضوي بين كينونة الدولة المغربية والوثائق السلطانية، مشيرة إلى أن “الوثيقة هي سلاح يعتد به في تحديد الحدود والأنساب وفي كتابة التاريخ، باعتبارها أهم مصدر موثوق به، سواء كانت صورة أو لوحة زيتية أو أختاما ورسومات وطوابع بريدية ونياشين وأعلاما”.

وأضافت بهيجة سيمو أن “الغاية من هذا الكتاب هي تحديد المراحل التاريخية التي ميزت طبيعة العلاقة بين الدولة المغربية وأقاليم الصحراء”، كما جاء في معرض سياقها عن الصحراء المغربية أن “اسم المغرب ظل ينعت ببلاد السوس، وهو امتداد جغرافي وطبيعي إلى ما بين السوس الأدنى والسوس الأقصى، ويقصد به الصحراء المغربية في امتدادها إلى بلاد السودان؛ والقوافل لم تكن تكتفي بنقل السلع وحدها، وإنما كانت تنقل معها الأفكار كذلك، ومن هناك تكونت روابط عديدة بين القبائل المغربية في لم الشمل مع نظيراتها في الشمال وانتشر المذهب المالكي بينها، وكذلك الروابط الدينية والقبلية وأصبحت متينة بين المغرب وجنوب الصحراء”…

وقد حافظت القبائل الصحراوية على بيعتها للموحدين وكذلك لدولة بني مرين من أجل الحفاظ على سلامة القوافل التجارية العابرة للصحراء، تضيف مديرة مديرية الوثائق الملكية، قائلة إن “الصحراء ظلت دائما في تفكير الدولة المغربية منذ القديم، وانطلق التحرير من الجنوب إلى الشمال في عهد السعديين، وكانت إستراتيجيتهم الحفاظ على المسالك التجارية في الساقية الحمراء، وظهر المغرب بمظهر الدولة القوية بعد الانتصار في معركة الملوك الثلاثة، وذلك للحيلولة دون وصول العثمانيين إلى تجارة الملح والذهب، ودخل أمراء السينغال بدورهم تحت حكم السلطان المغربي أحمد المنصور الذي قام بتجهيز جيش لفتح ممالك السودان سنة 1591”.

وهكذا، تضيف مؤلفة كتاب “الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية”، “ظلت العلاقة وطيدة بين الفرد والأرض في الصحراء المغربية، سواء من خلال ما جاء في ميثاق طنجة في بيعة الصحراويين للسلطان المغربي أو من خلال ظهائر شريفة وتعيين العمال ورجال الجيش والباشوات وممارسة السيادة بامتياز، وإدماج العنصر الصحراوي في الجيش المغربي للدفاع عن مغربية الصحراء… “، والوثائق الملكية المتوفرة تثبت أن الصحراء كانت حاضرة في الحكم المغربي، وهي جزء لا يتجزأ من السيادة المغربية.

يشار إلى أن هذه الجلسة العلمية قدمت فقراتها الدكتورة لويزة بولبرس، وحضرها إداريون من الجامعة وعمداؤها ونوابهم والأساتذة العاملون بالكلية وعدد من الطلبة والطالبات وبعض وسائل الإعلام، ولم تخل من نكهة الشعر، حيث استمع الحضور إلى قصيدة وطنية عصماء ألقاها الشاعر محمد يعيش، أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب فاس- سايس.


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة | berkanexpress.com

تعليقات الزوّار

أترك تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.