24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
لزرق: خرجات بنكيران تمهيد “لتطاحن مجتمعي قادم “
قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي، إنه لا يجب أن يكون الاستقلاليون قد نالوا شرف تعريب المواد العلمية قبل ثلاثين سنة وينال هو عار إعادة فَرنَسَتِها.
وزاد بنكيران، في مقطع من كلمته المصوّرة خصصه للعثماني: “الله يهنيها رئاسة الحكومة، وهل أنت أول رئيس حكومة سقط؟”، واصفا رفضه دخول الأحزاب الأربعة، الذي سبّب “البلوكاج الحكومي”، بكونه أهون مما يقع اليوم.
رشيد لزرق، أستاذ القانون الدستوري، والخبير في الشأن البرلماني المغربي، قال ان “عبد الإله ابن كيران، و على نقيض ما كان يبديه حين رئاسته للحكومة السابقة يحاول جر النقاش حول القانون الإطار للتربية والتكوين إلى تقاطب مجتمعي فتان من خلال اعتماده و تبنيه تأويل حركة التوحيد والإصلاح للهوية المغربية تأويلا شوفينيا ”
واضاف لزرق في تصريح له: ” بنكيران و بعد بلاغ الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية أظهر من خلال خرجته عبر “فايسبوك” أنهما يرغبان في العودة إلى نقطة الصفر، ويضربان بعرض الحائط كل محاولة توافقية لرأب الصدع داخل الحكومة” قبل ان يضيف ” في المقابل، فان سعد الدين العثماني رئيس الحكومة ظهر خارج السياق، مرتعشا فيما يتعلق بالموضوع المرتبط بمشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين والذي يستعد البرلمان للتصويت عليه في دورة اسثنائية ”
واسترسل بالقول ” العثماني أخلف الموعد مع المسؤولية الملقاة على كاهله كرئيس للحكومة، إذ التزم صمتا مطبقا في الوقت الذي كان عليه ان يخرج و يلقي خطابا واضحا ينتصر فيه لتوافق الحكومة التي يقودها وليس الانبطاح لأحادية الجناح الدعوي لحزبه ”
وتوقف لزرق بالحديث ” بنكيران في تحدي للعثماني ، أقسم من خلال الفيديو لو كان رئيسا للحكومة لما مر هذا القانون، لأنه ليس معقولا أن لا تدرس أمة كل المواد باللغة العربية التي هي لغتها الوطنية والرسمية، دون أي تنكر بطبيعة الحال للغة الأمازيغية، ليس معقولا أن تأتي وتغير هذا بين عشية وضحاها، ونعود إلى لغة المستعمر، إلا أن يكون وراء هذه الأشياء لوبي استعماري، وهذا ما أشك فيه ”
واردف لزرق مستعيدا فترة بنكيران كرئيس للحكومة حيث قال ” إبان فترة ولايته التي كان يقود التشكيلة الحكومية ، تحاشى بالمرة التطرق إلى كل ما يتعلق بمسألة الهوية. لماذا؟ لأنه كان حريصا على تضليل الجميع و الظهور بمظهر العامل على إحقاق الإجماع الوطني حوله خوفا على مكانته الحكومية ليس إلا ”
ووصف لزرق خرجة ابن كيران بـ “توطئة لتطاحن مجتمعي قادم ” خاصة فيما يرتبط بمراجعة مدونة الأسرة وإلغاء عقوبة الإعدام، و هو مسار في اتجاه قوي التدين السياسي نحو التمكين ”
وقبل ان يختم رشيد لزرق تصريحه اكد ان “بنكيران خرج و اشترط ضرب التوافق حول قانون الإطار، ينعي عمليا انه يمارس وصاية على الحكومة، وهذا يماثلة حالة للمواقف و تصريحاته شبيهة بتصريحات المرشد الدي ينقد المواقف، و فرض كل شيء على حلفائهم، بنكيران لعب دور المرشد الذي يؤثر سياسة الهجوم وفرض الواقع لعلمه وحركة التوحيد والإصلاح بخطورة هذا الأمر ولرغبته الدفينة هو والجناح الدعوي في اللعب على حبل الهوية الجماعية للأمة المغربية”
وحول توقيت خروج بنكيران وإدلائه بدلوه في موضوع القانون الإطار اشار لزرق ان هذا الامر ” ليس بريئا البتة فهو والعبارات التي انتقاها مدروسة، كما أنه تحدث باعتباره لنفسه كونه رقما لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية “