24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
التقارب مع إيران وغموض الأجندة.. هل تكون هذه أسباب غياب الملك السعودي وولي عهده عن القمة العربية في الجزائر؟
تلقت رغبة الجزائر في جمع القادة العرب على أرضها خلال القمة العربية المقررة بتاريخ 1 و2 نونبر المقبل، ضربة بإعلان غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي تولت الرئاسة الجزائرية بنفسها إعلان غيابه وتبريره أيضا، مساء اليوم السبت، قائلة إنه أخبر الرئيس عبد المجيد تبون بالأمر، استنادا إلى نصائح أطبائه.
وجاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية الجزائرية “تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مساء اليوم، مكالمة هاتفية من أخيه سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء، أعرب له فيها عن تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية التي ستنعقد في الفاتح نوفمبر بالجزائر، امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر”.
وتابع البلاغ “من جهته أبدى الرئيس تفهمه لهذه الوضعية وتأسفه لتعذر حضور ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان ، متمنيًا له موفور الصحة والعافية، معبرا له أن المملكة العربية السعودية الشقيقة ستظل حاضرة معنا في كل الظروف”.
والمثير للانتباه هو أن وكالة الأنباء السعودية الرسمية لم تأتِ فيه على ذكر غياب ولي العهد عن القمة العربية، وقالت نصا بخصوص المحادثة الهاتفية “أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا، بفخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وجرى خلال الاتصال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبحث فرص التعاون المشترك بين المملكة والجزائر في مختلف المجالات وسبل تطويرها”.
ويطرح هذا الغياب وتوقيته وطريقة إعلانه العديد من علامات الاستفهام، حيث تأتي في الوقت الذي يزيد فيه إعلان الجزائر عن تقاربها مع إيران ومحورها، في الوقت التي تعتبر فيه الرياض تصرفات طهران مهددة لأنها القومي، وتتهمها بالوقوف وراء تسليح ميليشيات جماعة الحوثي في اليمن وتزويدها بالأسلحة والطائرات المسيرة التي تستخدمها في مهاجمة أراضي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتصطدم السعودية بالجزائر في عدة ملفات، بما في ذلك القضية الفلسطينية التي تستخدمها السلطات الجزائرية وسيلة لـ”البروباغندا” باعتبارها “الداعمة للكفاح الفلسطيني”، في الوقت الذي يبدو فيه ابن سلمان أقرب إلى حليفيه بالمنطقة، الإمارات والبحرين، وأيضا إلى المغرب الجارة الغربية للجزائر، بخصوص إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل والسير في اتجاه دعم حل الدولتين.
وكانت القمة العربية مهددة بالإلغاء، بسبب “الفيتو” الذي وضعته الرياض على عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، في ظل استمرار نظام بشار الأسد، وهو الأمر الذي تسانده الجزائر بقوة، غير أن تهديد السعودية والعديد من دول الخليج الأخرى بالغياب عن القمة دفع الجزائريين لإعلان اعتذار السوريين بحجة أن الظروف غير مناسبة لعودتهم في الوقت الحالي.
وتختلف السعودية مع الجزائر بشكل جذري فيما يخص ملف الصحراء أيضا، إذ في الوقت الذي تدعم فيه هذه الأخيرة جبهة “البوليساريو” الانفصالية وتؤويها على أرضها وتساعد ميليشياتها على محاولات اختراق المنطقة العازلة، إلى جانب استقبال مخيمات تندوف لقياديين عسكريين من “حزب الله” الموالي لإيران، فإن الرياض تقف إلى جانب الوحدة الترابية للمغرب.