24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
أبرز وجوه الجبهة الانفصالية في أوروبا.. أبي بشرايا البشير يقدم استقالته لزعيم البوليساريو كاشفا عن “خلافات عميقة معه”
يبدو أن عصابة البوليساريو في طريق إلى تفكيك ذاخلي في صراع حول مناصب وأموال حيث قدم موريتاني أصل أبي بشرايا البشير، القيادي في جبهة “البوليساريو” الانفصالية والمكلف بالاتحاد الأوروبي، استقالته لزعيم الجبهة إبراهيم غالي، وفق ما أكده بشكل شخصي من خلال تغريدتين على حسابه في “تويتر”، متحدثا عن “خلافات عميقة” مع هذا الأخير، وهو الأمر الذي يأتي وسط تزايد الحديث عن ارتفاع منسوب الخلافات الداخلية بين القيادات بشكل غير مسبوق، خاصة في ظل الضربات المتتالية التي تتلقاها من الجيش المغربي.
وقال بشرايا البشير إنه قدم طلب إعفاء مكتوب بتاريخ 25 يونيو 2022، ومؤخرا قدم “للأمين العام للجبهة” استقالة مكتوبة من مهام كـ”مكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي”، وتابع القيادي الانفصالي الذي عُين سنة 2016 ممثلا للجبهة في فرنسا “شكرت ثقته، لكن خلافات عميقة معه حول الرؤية والأساليب والأدوات أجبرتني على ذلك، مبرزا أنه سيواصل وظيفته في الهيئة التي “انتخبه الشعب فيها إلى غاية حلها”، حسب تعبيره مع التأكيد أنه لا ينوي الترشح مجددا.
وفي تعبير عن رفضه الاتهامات الموجهة له من طرف قيادات أخرى بالانشقاق، كتب البشير “الاستقالة فعل مسؤول وشيطنتها في ثقافتنا السياسية أحد أسباب عدم التجديد والتواصل”، وأضاف أن “التفريط، هو الاستمرار في التمسك بالمنصب كموظف، بعد التأكد من عدم إمكانية تحمل المسؤولية كقائد”، في إشارة واضحة إلى الصراع حول السلطة داخل دواليب الجبهة، قبل أن يختم بالقول “الاستقلال الوطني حتمية تاريخية والنضال من أجله وعد وعهد قطعناه على أنفسنا ما دام في العمر بقية”، على حد تعبيره.
والصراع بين إبراهيم غالي وبشرايا البشير ليس جديدا، وظهرت علاماته بشكل واضح منتصف سنة 2021، في ظل رغبة هذا الأخير في أن التخلص من المقربين من زعيم الجبهة داخل ما يسمى “وزارة الخارجية”، التي تعد أكثر أذرع البوليساريو التي تحظى بالتمويل، لدرجة أنه تجاوز صاحب المنصب محمد سالم ولد السالك، ونصب نفسه “وزيرا مكلفا بأوروبا” في ندوة لما يعرف بـ”جموعة جنيف لدعم الصحراء” حول تدبير الأمم المتحدة للملف.
وبشرايا البشير لم يكن من القيادات التي خاضت الحرب مع المغرب منتصف سبعينيات القرن الماضي، حيث ولد سنة 1970 بالزويرات في موريتانيا، لكنه أصبح من الوجوه المعروفة التي تمثل “ديبلوماسية” الجبهة في الخارج، وكان ممثلا لها في هولندا ثم في المملكة المتحدة وإيرلندا، قبل ـن يعين “سفيرا” في جنوب إفريقيا ثم في نيجيريا، وسنة 2016 سيعود إلى أوروبا ليكون ممثلا للبوليساريو في فرنسا، التي اكتسب فيها صيتا إعلاميا نتيجة ظهوره المتكرر على قنواتها.