24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
بوعياش تنتقد استخدام الدول الغربية حقوق الإنسان في “رهانات سياسية عابثة”
وجهت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، انتقادات شديدة إلى الدول الغربية، لاسيما الديمقراطية منها، في مجال حقوق الإنسان، ذاهبة إلى اتهامها باستخدامها في “رهانات سياسية عابثة”.
جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لفعاليات “منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان”، المنظم من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتعاون مع المركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان-اليونسكو، اليوم الجمعة وغدا الأحد، تمهيدا للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان المرتقب انعقاده في الأرجنتين شهر مارس المقبل.
وقالت بوعياش: “نقول بكل قوة وحزم إننا اخترنا الحوار في هذه الخلوة ذات الرمزية والقيمة المعنوية العالية، في وقت تستخدم بعض الديمقراطيات، التي توصف بالتقليدية، حقوق الإنسان كسلاح في رهانات سياسية عابثة، حد المس بجوهر القيم والفعل الحقوقي”.
وواصلت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان انتقادها الدول الغربية حين حديثها عن موضوع الهجرة قائلة: “أود في هذا السياق التعبير عن الانشغال من عدم مصادقة ولو دولة غربية واحدة على الاتفاقية الدولية لحماية المهاجرين وأسرهم، في وقت تخضع بلداننا طواعية للاستعراض والتقييم الشامل…وكأن لون بشرة معينا أو معتقدا دينيا معينا يملي كرامة الإنسان أو يجعل من صاحبه موضوع ظلم فطري متأصل”.
وفي المقابل، أكدت بوعياش، باسم مجموعة العمل المعنية بالهجرة للشبكة الإفريقية للمؤسسات الوطنية، التي يترأسها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على “زخم وتيرة عملنا المشترك ومبادراتنا داخل هذه المجموعة الإفريقية من أجل حماية المهاجرات والمهاجرين وأسرهم في حقهم في التنقل”.
ولم تتوقف المتحدثة عند الازدواجية التي تتعاطى بها بعض الدول الديمقراطية مع ملف حقوق الإنسان، بل عادت إلى الماضي، مستحضرة تداعيات الاستعمار الغربي على دول “العالم الثالث”، بقولها: “رغم المسافة الجغرافية واختلاف اللغات والثقافات فتاريخنا مشترك وواحد، فنحن نشترك في كوننا مستعمرات سابقة، مع كل التداعيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لهذه الفترات الأليمة، التي نعرفها جميعا”، لافتة إلى أن “الديمقراطيات الناشئة تتقاسم الكثير من التجارب، والممارسات تتشابه في بنياتها، من ماض انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ثم تجارب فريدة في مجال العدالة الانتقالية، فمساهمات متميزة في الاجتهادات الدولية في مجال جبر الأضرار وضمان عدم التكرار، ثم دينامية وزخم منقطع النظير على مستوى مجتمعاتها المدنية”.
واعتبرت الحقوقية ذاتها أن المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان في دول الجنوب “نجحوا بالفعل في قطع مسافات وأشواط عديدة رغم من مواجهة أقوى التحديات وأصعب التجارب وأقسى العقبات”، مضيفة: “لقد اخترنا سلك هذا الطريق، ويتوجب علينا الاحتفاء بذاكرة هذه الانتصارات، كما أننا على إدراك تام بحجم التحديات التي تنتظرنا”.
ويناقش منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان، الذي يجمع مئات المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، يمثلون أكثر من 50 دولة، ثلاث قضايا حقوقية راهنة، هي الهجرة، والتغيرات المناخية، والعدالة الانتقالية والذاكرة، بحضور وزراء وسفراء ومسؤولي هيئات ومنظمات دولية ومحلية وشخصيات بارزة في مجال حقوق الإنسان.
ولفتت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى الأهمية التي يكتسبها حفظ الذاكرة، مشيرة إلى أن هذا المحور يعتبر “أولوية إستراتيجية لدى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي أحدث، منذ ما يقارب السنتين، وحدة خاصة بالحفاظ على الذاكرة والنهوض بالتاريخ بجميع روافده، في سياق تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة”، وأردفت: “الذاكرة تيمة جوهرية وأولوية كبرى، ليس من السهل أحيانا إيجاد كلمات لتحديد ماهيتها أو حصر مختلف حيثياتها، لأنها رمز تمتلكه شعوب وأمم بأكملها، وموضوع معقد للغاية تتطلب مقاربته إحاطة تامة بكافة تجلياته”.