24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
صحيفة إسرائيلية: المغرب يدخل غمار تصنيع الطائرات المسيّرة والاستثمار في الأسلحة الحربية المتطورة
يعتزم المغرب، تسلّم الريادة القارية في تصنيع الطائرات المسيرة العسكرية، مقتحما بذلك سوق الاستثمار في الأسلحة الحربية المتطورة كأول دولة أفريقية مصنّعة ومزوّدة بالعتاد الحربي، من خلال الاستعانة بحلفائه من المجال وعلى رأسهم إسرائيل، فيما تتصاعد مخاوف الجارة الشرقية والجبهة الانفصالية ممّا يعتبرونه “خطرا صامتا”.
وتُخطط شركة الدفاع الإسرائيلية Elbit Systems، لتدشين أول مصنعين للطائرات بدون طيار في إفريقيا عبر بوابة المغرب، وفق ما نقلته “ذا تايمز أوف إسرائيل” عن شاي كوهين، الرئيس السابق لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، الذي شدّد على ضرورة استعجال وتيرة إنشاء الموقعين الصناعيين الكائن أحدهما في الدار البيضاء، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وشركة “إلبيت”، المدرجة اسهمها في بورصة تل أبيب وناسداك، متخصصة في تطوير مجموعة واسعة من أجهزة الدفاع والأمن الداخلي والأجهزة التجارية التي تُباع في جميع أنحاء العالم، كما تعد رائدة في المجال التقني في مجال الدفاع، والقيادة والاستخبارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بوزارة الدفاع أنه بينما تحتفظ إسرائيل بعلاقات أمنية وثيقة مع كل من الأردن ومصر، وهما دولتان وقعت معهما الدولة اليهودية معاهدات السلام، ارتقت بعلاقاتها مع المغرب وبصفة غير مسبوقة مع الدول العربية إلى توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني.
وكان المغرب وإسرائيل، قد اتفقا منذ يناير الماضي على توسيع تعاونهما العسكري ليشمل الاستعلام والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، في ختام اجتماع شارك فيه مسؤولون من البلدين.
وتباحث الطرفان خلال الاجتماع الأول للجنة تتبع التعاون المغربي الإسرائيلي في مجال الدفاع، “مختلف مجالات التعاون العسكري الثنائي، لاسيما اللوجستية والتدريب، واقتناء وتحديث التجهيزات”، بحسب بلاغ لقيادة القوات المسلحة الملكية.
وناقش المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، سابقا، الفاروق بلخير، ومدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الدفاع الإسرائيلية درور شالوم، اللذان ترأسا الاجتماع ضرورة “تعزيز هذا التعاون أكثر وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى خاصة الاستعلام والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية”.
وعلى هامش هذا الاجتماع، عُقدت أيضا مباحثات بين مسؤولين مغاربة وإسرائيليين، مدنيين وعسكريين، على مستوى الهيئات المعنية بالقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
وكان البلدان أبرما اتفاق تعاون أمني في نونبر 2021، أثار حفيظة الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية بصفة أحادية مع الرباط في صيف ذلك العام، في سياق التوتر الحاد الذي يطبع العلاقات منذ فترة بسبب النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وتضمن الاتفاق الأمني بين المغرب وإسرائيل أيضا “التعاون في مجال الصناعة الدفاعية ونقل التكنولوحيا” بينما اقتنى المغرب أسلحة إسرائيلة متطورة بينها مسيرات حربية، منذ الإعلان عن مذكرة التفاهم، الواقع الجديد الذي لم يرُق الجبهة الانفصالية البوليساريو وداعمتها الجزائر، التي أعربت مرارا عن انتعاضها من دخول المغرب سباق التسلح لتعزيز ترسانته العسكرية، خصوصا مع تسلمه الطائرات بدون طيار (درون).
وكانت الصحيفة الأمريكية The intercept، قد أبرزت في تحقيق مطول أنجزته عن جانب من صفقات التسلح المغربية، أن المملكة عمدت إلى تنويع مصادر تسلّحها من خلال اقتناء طائرات بدون طيار متطورة من حلفائها إسرائيل وتركيا والصين.
وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن المغرب بات يُحصّن حدوده ويحميها بالذات في الأقاليم الجنوبية من خلال هذه الطائرات بدون طيار، الصينية والتركية، “التي تنفّذ غالبية الضربات، فيما الضربات الإسرائيلية الأكثر تعقيدًا، يتم اعتمادها عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا المراقبة”.
المصادر ذاتها، كشفت أن إسرائيل باعت لأول مرة ثلاث طائرات بدون طيار من طراز “هيرون” إلى المغرب في صفقة توسطت فيها فرنسا لمرة واحدة قبل ست سنوات من التقارب الرسمي بين الدولتين، لكن، بعد عودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب، تم تكثيف الصفقات العسكرية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قد أكد أن المغرب عقد صفقات أسلحة مع إسرائيل بقيمة 22 مليون دولار عبارة عن طائرات “هاروب” المسيرة المتفجرة إلى جانب 150 طائرة بدون طيار إسرائيلية.
ويقول فيديريكو بورساري، الباحث المتخصص في التقنيات غير المأهولة في مركز تحليل السياسة الأوروبية، إن المغرب يمتلك أو اشترى 150 طائرة بدون طيار من طراز WanderB و ThunderB للإقلاع والهبوط العمودي من إنتاج BlueBird Aero Systems، وثلاث Heron TPs وذخائر Harop، وأربع طائرات من طراز Hermes 900. كما يمتلك المغرب طائرات تركية من طراز Bayraktar TB2 وطائرات بدون طيار صينية من طراز Wing Loong وكلاهما يستخدم في القتال.
وحصل المغرب على صفقات طائرات بدون طيار من دول أخرى على غرار تركيا، التي اقتنى منها 13 طائرة بدون طيار هجومية من طراز Bayraktar TB2 في عام 2021.