24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
المغرب يطور شركاته في مجال الصناعات الدفاعية بعد إسبانيا..يتجه نحو بريطانيا
في إطار خلق نوع من الاكتفاء الذاتي عسكريا من خلال بناء نسيج صناعي عسكري لتزويد الجيش محليا بحاجياته من الأسلحة والذخائر والعتاد.
و بعد مرور شهرين على اللقاء مع كاتب الدولة الإسباني في الدفاع، أنخيل إوليفاريس راميرز، تباحث الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع، عبد اللطيف لوديي، مع مسؤولين بريطانيين بشأن موضوع إقامة صناعات دفاعين بالمغرب.
يوم 31 ماي 2019، بلاغ رسمي يشير إلى أنه بتعليمات من الملك باعتباره القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبل الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، وزير التجارة الدولية ليام فوكس.
هذا البلاغ إلى أن اللقاء يفتح آفاقا جديدة لتعميق العلاقات بين المملكتين المغربية والبريطانية خاصة في مجال الصناعة الدفاعية. وللإشارة فإن بريطانيا تعد أول سوق للأسلحة في أوروبا.
وكان الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي قد استقبل شهرين قبل ذلك بالرباط كاتب الدولة الإسباني في الدفاع أنخيل أوليفاريس راميريز والذي كان مرفوقا بعشرات رؤساء الشركات الإسبانية المتخصصة في الصناعات الدفاعية. وأشارت مصادر بالرباط إلى احتمال إقامة مشاريع استثمارية مشتركة مغربية إسبانية من أجل إنتاج عربات عسكرية، بل حتى تجهيزات الدفاع الجوي ومعدات بناء السفن.
وتندرج هذه المباحثات في إطار استراتيجية التشاور السري التي تهم دولا أخرى حليفة ليس فقط في أوروبا (إسبانيا، بريطانيا، وبلجيكا)، ولكن أيضا في آسيا والشروق الأوسط، وخاصة العربية السعودية والأردن اللذين خطيا خطوات مهمة في اتجاه إقامة وحدات إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية.
هذه المشاورات المكثفة التي يجريها المغرب تعكس رغبة أعلى سلطة في المملكة بتزويد البلاد بصناعتها الدفاعية، مع العلم أن احتياجات القوات المسلحة الملكية من الأسلحة ستعرف، وفق تقارير استخباراتية غربية، طفرة نوعية خلال العشر سنوات المقبلة.
ولهذا السبب، فإن الأبناء تشير إلى احتمال إقامة مصانع عسكرية مع شركات بلجيكية وبريطانية.
فبخصوص بلجيكا، فقد تحدثنا في السابق عن مشروع مع الشركة البلجيكية Mecar من أجل إحداث مصنع بالمغرب لإنتاج الأسلحة والعتاد العسكري وبشكل خاص الدبابات، غير أن هذه الشركة تم شراؤها سنة 2014 من قبل الشركة الفرنسية العملاقة Nexter Munitions. ولحد الآن لا نعرف ما إذا كانت الصفقة مازالت قائمة.
غير أن مصدرا مغربيا يتحدث عن مشروع استثماري مشترك مع الشركة البريطانية Chemical Mililary Product (CMP). وبحسب هذا المصدر، فإن هذا المشروع يتطلب استثمارا بقيمة 300 مليون درهم، مشيرا إلى المغرب سيمتلك 10 في المائة من رأسمال الشركة.
ومعروف عن هذه الشركة البريطانية أنها رائد عالمي في مجال تصميم وإنتاج العتاد العسكري. فهي توفر الذخيرة واللوازم العسكرية والأسلحة والتقانة النارية والمنصات للولايات المتحدة والقوات المسلحة المتحالفة معها.
هذه هي ملامح صناعة الدفاع الجنينية التي يحتاجها المغرب اليوم أكثر من أي وقت آخر لتجنب التكلفة الباهظة لشراء الأسلحة ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في الوقت نفسه.