24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
الجزائر : الجمعة السادسة عشر ترد على تعنت النظام الموجه من طرف العسكر الذي وضع البلاد في طريق مسدود
خرج مئات الآلاف في مسيرات حاشدة في معظم مناطق الجزائر، في أول جمعة بعد شهر رمضان، لتعود بذلك المسيرات الى زخمها المعهود، وترد على النظام الذي يعمل على إطالة عمر الأزمة أملا في تراجع التعبة وتعب وملل المتظاهرين.
وفي هذه الجمعة السادسة عشر من عمر الحراك الشعبي، كان للجزائريين سبب وجيه للخروج بقوة والتظاهر ضد النظام، خاصة بعد خطاب بن صالح، فبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر منذ بداية الحراك الشعبي، تستمر السلطة في المناورة لفرض ورقتها على الشعب، غير آبهة بالمسيرات الشعبية السلمية المليونية.
وفي صباح اليوم قام رجال الدرك بسد الطرق الرئيسية المؤدية إلى الجزائر لمنع المواطنين من الوصول إلى العاصمة، وفي وسطها تم نشر تعزيزات أمنية هامة في الساحات والشوارع الرئيسية كالبريد المركزي وأودان وشارع ديدوش مراد، كما قامت قوات الأمن بتوقيف العديد من المتظاهرين الذي جاؤوا في الصباح الباكر، وهذا ما جعل الكثير من المدونين يتقاسمون عبارة “من يمنعك من الوصول إلى العاصمة لا يمكنه أن يفتح لك الطريق إلى المرادية”، على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك فإن اللافت في مظاهرات اليوم أنها بنفس حجم المسيرات السابقة، وربما أكبر، فتعبئة الجزائريين وانتفاضتهم لم تضعف مع مرور الوقت، بل قد تكون أكثر مما كانت عليه في عهد بوتفليقة.
وبالأمس، ألقى عبد القادر بن صالح خطابًا جديدًا، كان الجزائريون ينتظرون منه إعلانات مهمة، أو تنازلات، غير أن بن صالح كرر نفس مضامين الرسائل السابقة، وهي ضرورة الجلوس الى طاولة الحوار، وتنظيم الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن.
فخطاب بن صالح هذا هو استفزازا واحتقارا لملايين الجزائريين، الذين يخرجون في كل جمعة، متحدين الظروف الطبيعية وتعب الصيام، والتخلي عن الزاماتهم الأخرى من أجل المطالبة برحيله هو وبدوي وتنظيم فترة انتقالية مع شخصيات نزيهة لم تتلطخ أيديها بفساد نظام بوتفليقة.
وفي ظل تعنت السلطة التي تدار من طرف العسكر و مع إصرار بن صالح على الهروب إلى الأمام وتجاهل ملايين النداأت في مسيرات الجمعة، وعشرات الشخصيات والقيادات الوطنية ذات الوزن الثقيلة على غرار أحمد طالب الابراهيمي، وجمعية العلماء المسلمين فإن النظام يقود البلاد إلى طريق مسدود ومفتوح على كل الاحتمالات لا سيما وأن الوقت أصبح عامل عكسي، والوضع الاقتصادي ينذر بما هو أخطر.