24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
قايد صالح يسيطر على كل شيء
تبدو الساحة خالية تماماً أمام أحمد قايد صالح كي يصوّر نفسه كـ”بطل” انحاز للشعب الجزائري ضد نظام متهم بالفساد، خاصة وأنه تخلّص من أبرز خصومه، لكن ما هي أهدافه الحقيقية؟ وهل ما يجرى يدخل في إطار الثورة أم تصفية حسابات؟
كما تتساقط قطع الدومينو تباعا، يُحاكم أقطاب النظام الجزائري بشكل متتابع، إذ لم يتوقف أثر استقالة عبد العزيز بوتفليقة عند رحيل رئيس والتمهيد لانتخاب رئيس جديد، بل تعداه لمحاكمة شخصيات كانت من أبرز حكام الظل، خاصة شقيق بوتفليقة، السعيد بوتفليقة، ورئيسي المخابرات السابقين عثمان طرطاق، ومحمد مدين (الجنرال توفيق). ما يجعل الساحة خالية تماماً للقائد العام للجيش، أحمد قايد صالح، حتى يقوّي مكانته في الجزائر، لكنه يواجه يقظة من الشارع الرافع لشعار “يتنحاو قاع” (ليرحلوا جميعا).
ضمّ قايد صالح المديريات التي كان يديرها الجنرال طرطاق إلى وزارة الدفاع مباشرة بعد إقالة هذا الأخير، ممّا يطرح استنتاجات بأن قائد الجيش يرغب بسيطرة تامة على جهاز الاستخبارات. ووسط كل أقطاب النظام، ظهر قايد صالح هو الأقوى خلال هذه الفترة الحساسة من تاريخ الجزائر، سواءٌ عبر خطبه التي استخدمت في البداية شماعة الاستقرار قبل المرور إلى مغازلة المحتجين، أو عبر كلّ هذه المحاكمات التي يعتقد أنها لم تكن لتبدأ لولا موافقة من قائد الجيش.
الجزائر لا تتوفر حالياً على أيّ شخصية في مقاليد القرار بحجم قوة قائد الجيش، فالشارع يرفض تماماً استمرار عبد القادر بن صالح رئيساً مؤقتاً للبلاد، والأحزاب الموالية للنظام تعيش أياماً صعبة، والمعارضة في البرلمان لم تنجح في تقديم شخصية تحشد الإجماع، والشارع لم يتوحد على اسم واحد، وجهاز الأمن لا يزال يعيش على أثر التغييرات العديدة التي وقعت في رئاسته خلال المدة الأخيرة.
كيف سيرّد الحراك الشعبي؟
يحمل الجيش الجزائري رمزية كبيرة لدى الشعب الجزائري، خاصة وأنه يُنظر إليه دستورياً على أساس أنه سليل المقاومة ضد الاستعمار، لكن هذه الرمزية لم تمنع الجزائريين من التخوّف من سيناريو جديد يجهض الثورة، لذلك كانت الشعارات التي رفعها المتظاهرون يوم الجمعة الماضي، بالغة الدلالة، عندما كرّروا “الجيش ديالنا (مِلكنا) والقايد خاننا)، و”القايد صالح.. إرحل”، فيما معناه أن هناك إصرارًا بين فئات من المحتجين على التصعيد.