24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
فضائح الفساد تطيح بالأمين العام لجبهة التحرير الجزائرية محمد جميعي
بعد ساعات من طلب العدالة رفع الحصانة البرلمانية، عن النائب بالمجلس الشعبي الوطني محمد جميعي، قرّر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، عقد اجتماع طارئ اليوم الخميس لمناقشة المستقبل السياسي لأمينهم العام الذي يُواجه تهمًا بالفساد.
ومع توقعات لالتحاق محمد جميعي، بالمجموعة المسجونة في سجن الحراش، بسبب شبهات الفساد التي تحيط بمساره المهني والسياسي، سيتلقى الحزب الحاكم ضربة قاصمة تزيد من حدة الأصوات الداعية إلى تجريده من الشعار التاريخي، وحتى إلى حله تماما، لاسيما وأنه سيكون الأمين العام الثاني للحزب الذي يسجن بعد جمال ولد عباس.
ويعدّ محمد جميعي، من الجيل الجديد الذي التحق بالحزب الحاكم، وتدرج سريعا في مختلف المسؤوليات، حيث شغل منصب نائب برلماني عن محافظة تبسة لثلاث عهدات نيابية، وعضوا قياديا وأمينا عاما، وكان من المقربين من نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
وإذ حاول الرجل التخلص سريعا من تركة مناصرته لمشروع العهدة الخامسة لبوتفليقة، ومن عبارته الشهيرة لتلفزيون فرنسي، “لم تلده أمه من يجرؤ على منافسة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية”، ومباشرة حملة تأهيل دفع فيها أموالا باهظة لتلفزيون محلي خاص، فإن قرار القضاء جاء مفاجئا له وللرأي العام، خاصة وأنه لم يتوان عن مناصرة توجهات المؤسسة العسكرية في فرض مخارج الأزمة السياسية.
ودخل نواب برلمانيون وقياديون في الحزب، منذ الكشف عن طلب رفع الحصانة البرلمانية، في اجتماعات مغلقة من أجل احتواء الوضع الجديد، والدفع بالأمين العام إلى تقديم استقالته في اجتماع هيئة المكتب السياسي المنتظر نهار الخميس بالعاصمة.
ويعد النائب البرلماني وأمين عام الحزب الحاكم، أحد رجال الأعمال الذين مولوا الحملات الانتخابية للرئيس السابق بوتفليقة، في مختلف الاستحقاقات الرئاسية، وهو ابن إحدى العائلات الثرية المالكة لعدة شركات ومؤسسات خاصة في المجال الإلكترومنزلي (علامة ستار لايت).
وكان تصريحه المثير لقناة الشروق الخاصة المحلية في بحر هذا الأسبوع، لمّا سئل عن تهم اشتغاله في التهريب على الحدود الشرقية، “كل العائلات في مدينة تبسة تشتغل في التهريب إلا عائلة جميعي”، قد عجل بخطوات سقوطه من الواجهة، بعدما أثار غضبا كبيرا لدى سكان المحافظة التي ينحدر منها.
ولا تزال الاستفهامات تلف وضع جميعي ووضع الحزب الحاكم في البلاد، بعد التطورات الأخيرة، لاسيما حول جدية السلطة الجديدة في حربها المفتوحة على الفساد المالي والسياسي، بعد اتهامات وجهها المعارضون لقيادة الجيش بحماية جزء مما تسميها بـ”العصابة”، بسبب قربها من الرجل الأول في المؤسسة العسكرية الجنرال قايد صالح، ومنها محمد جميعي، بهاء الدين طليبة وعمار سعداني.
ومع ذلك يذهب البعض إلى اعتبار النمط المتبع في الإطاحة برموز العهد البوتفليقي، بأنه ينطوي على أجندة سياسية تستهدف في كل مرة التضحية برمز من الرموز لإقناع الحراك الشعبي بجدية السلطة في مشروعها والرضا بالخارطة السياسية التي وضعتها للخروج من الأزمة السياسية (تنظيم الانتخابات الرئاسية).