24 ساعة

أراء وكتاب

الجزائر تكرس دبلوماسية البترودولار وشراء الذمم

الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

نوايا ”الجماعة”

يوميات

--berkanexpress--

حموشي بالمملكة المتحدة لبحث سبل تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات الأمنية

خارج الحدود

-berkanexpress-

الاتحاد الأوروبي يندد بمناورات النظام الجزائري
الرئيسية | كتاب وأراء | العدالة والتنمية.. الحاجة إلى مراجعة إيديولوجية

العدالة والتنمية.. الحاجة إلى مراجعة إيديولوجية

لسنا في حاجة إلى التأكيد على احترام الحياة الخاصة للأفراد، ولا الدفاع عن حرمتها وعن الحريات الفردية أيا كانت الجهة التي يتعلق بها هذا الحق وحق ممارسته الذي يظل مقدسا وواحدا من المبادئ الكونية لحقوق الإنسان التي لا تقبل بالخصوصية المحلية التي يتذرع بها البعض لمجابهة حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بنوع من الحقوق التي تظل من صميم الحريات الفردية شأنها شأن باقي الحقوق الفردية.. إن هذا مبدأ لا يمكن أن يتغير، مهما كانت الجهة المعنية بالنقاش..

لكن ومع إغلاق هذا القوس لا بد من إثارة ملاحظة على حزب العدالة والتنمية وجناحه الدعوي باعتبارهما إطارين ينهلان من مرجعية دينية تعتمد على استقطاب وتجييش عناصرها بخطاب مغلف بما هو ديني وأخلاقي، بخطاب ذي حمولة ثقافية تعتمد على الطهرانية، طهرانية أعضائها وتنزيه سلوكياتهم الشخصية، بل في تاريخهما معا كانا يعتمدان على افتعال معركة ذات بعد أخلاقي تتعلق باللباس، والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والمعتقد الديني… وهي كلها معارك استهدفوا من خلالها أشخاصا آخرين ممن يختلفون معهم…

الآن وبعد توالي القضايا ذات الارتباط بالحريات الفردية والشخصية أصبح الحزب يتعبأ ويعبئ مناصري دفاعا عن هذه القيم؛ فقط لأن هناك قياديين من الحزب والحركة معنيون بهذه المواضيع، بمجرد ما يتم إغلاق هذا القوس المتعلق بحالات معينة لقياداتهم يعودون إلى التمترس وراء خطابها الديني الأخلاقوي-الدعوي..

هذه الازدواجية نحتاج اليوم من الحزب والحركة حسمهما لصالح انتصار حقيقي، صادق لا كاذب لقيم الحريات الفردية ذات البعد الحقوقي-الليبرالي، لا فقط الاعتماد على ازدواجية المعايير والخطاب حسب الحالات المعنية بالنقاش.

إن هذه الأحداث، ودون الدخول في تفاصيلها وتفاصيل الأسماء المعنية، تفرض على العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح القيام بمراجعة ذاتية عميقة لشكل المجتمع الأخلاقي الذي ينبئون له لأنهم في نهاية المطاف لم يحققوه داخل مجتمعهم الضيق، مراجعة تؤدي ليس فقط إلى فصل الديني عن الدعوي بل إلى إيمان حقيقي بقيم حقوق الإنسان في شموليته وكونيتها؛ لأنها هي الحل لسد الباب أمام هكذا نقاش مع كل حالة من الحالات التي تنكشف لعموم المواطنين، حيث نعود في كل مرة إلى نفس النقاش حدود الشخصي بالعمومي.

الأكيد أن الحزب والحركة إلى الآن لم يمتلكا الشجاعة السياسية الكافية لإعلان فتح هذا الورش، ورش متعلق بالقيم التي يتم التبشير بها والتي يعتبرون أنها هي ما يميزهم عن باقي المجتمع؛ في حين أثبتت الوقائع أن هذا التبشير الداخلي والمجتمعي أكد أن عناصره هم كباقي أفراد المجتمع وألا تمايز قيمي بينهم وبين باقي الفئات، لأن توالي حالات مرتبطة بممارسات قد تبدو شخصية لكنها في الحقيقة تتعلق بسلوكات تتسع دائرتها داخل أكثر العناصر تشددا اتجاه القيم الأخلاقية من قيادات الحزب والحركة، يجب أن تدفع الإطارين معا إلى فتح ورش داخلي حقيقي يتعلق بمرجعية الحزب وعلاقته بالقيم الدينية والأخلاقية.. هو ورش يحتاج إلى شجاعة سياسية وتنظيمية كبيرة لتحقيق الوضوح اللازم مع الذات والمجتمع؛ فالاستمرار في النهج الذي سلكوه في كل حالة من الحالات التي تطفو إلى السطح يكشف عن سياسة حزبية أشبه بسياسة النعامة التي تريد القفز عن واقع أصبح مكشوفا للعيان.

إن ما يعيشه العدالة والتنمية حاليا عاشته الأحزاب المسيحية الأوروبية، نفس المخاض قبل أن تختار الطلاق مع الكنيسة وقيمها الأخلاقية والدينية، مخاض عرف صراعا قويا انتصرت فيه في النهاية القيم الكونية لحقوق الإنسان.. هذه القيم التي تظل الحارسة لكل المبادئ ذات العلاقة بالحريات الفردية والشخصية للأفراد والجماعات..


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة | berkanexpress.com

تعليقات الزوّار

أترك تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.