24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
دبلوماسية البوليساريو تترنح وتواصل إستنزاف أموال الجزائر التي تستمر في دعم سياحتها
تأكد للجزائر أن البوليساريو يحتضر ولم تعد لقضيته أنصارا أو سندا دوليا وأضاع كل أوراقه وأن أموال الجزائر لم تغير في معادلة شيء لهذا أرسل الجنرال شنقريحة وفد من المخابرات الخارجية الجزائرية، مدعومة بالدبلوماسي حسان الرابحي، إلى تندوف، للحرب طاحنة بين إبراهيم غالي ووزير خارجيته، محمد سالم ولد السالك، حول التعيينات المرتقبة بتمثيليات “بوليساريو” بالخارج،والإستفادة من إمتيازات وتهرب من تحمل مسؤولية للانتكاسات المتتالية للجهة أمام ديبلوماسية المغربية.
ويتهم غالي ولد السالك بتقاعسه واستغلاله لمنصبه للاستمتاع بسفريات بالدرجة الأولى والإقامة بأرقى الفنادق، بينما يتحجج “وزير الخارجية” بمحاربته من قبل امحمد خداد، منسق العلاقات الخارجية للجبهة، ويصر على أن “الدبلوماسية الصحراوية” ماضية إلى مزيد من الاندحار، إذا استمرت تشتغل برأسين (خداد وولد السالك).
فمنذ الأربعاء الماضي، يخضع محمد سالم ولد السالك وبعض معاونيه، من بينهم شقيقه عمر بولسان، ويوسف حمدي وحدمين مولود، بقاعدة “هداد” العسكرية التابعة لـ “بوليساريو”، على بعد 60 كيلومترا عن تندوف، لدورات تدريب وتأنيب من قبل هذه البعثة الأمنية الجزائرية التي طالبت ولد السالك بتقديم تقرير شامل عن أسباب ودواعي فشل كل المقاربات التي تبنتها الجبهة والجزائر في الاتحاد الإفريقي، وعلى مستوى الأمم المتحدة، إذ بات المغرب يحقق الانتصار تلو الآخر، واستطاع إدارة معاركه هناك بكل هدوء ونجاح، رغم الإمكانات الضخمة الموضوعة تحت تصرف ولد السالك.
وبلغ تذمر الدبلوماسي الجزائري حسان الرابحي درجة تهديد ولد السالك وزبانيته بأن الجزائر لن تستمر في دعم سياحتهم دون تحقيق نتائج ملموسة في الساحة الدولية والإفريقية، خصوصا بعد تهافت عدد من الدول الإفريقية على افتتاح قنصليات لها بالصحراء، والتي ستجعل من المنطقة، بمرور الوقت، قطبا إفريقيا بامتياز.
وشهدت جلسة الخميس خلافات حادة بين ولد السالك وغالي حول الحركية المرتقبة في الخارجية، إذ أن غالي يريد الاحتفاظ لأبي بشرايا ومحمد عمار بمنصبيهما في كل من باريس ونيويورك، بينما يصر ولد السالك على تنحيتهما وتحميلهما مسؤولية فشل “بوليساريو” في استعطاف الأماكن التي يعملان بها، وقدم ولد السالك احتجاجا على محمد عمار مستهزئا: “كيف يمكن لـ “حرطاني” (عبد) أن يكون ممثلا لـ “البيضان” لدى الهيأة الأممية؟”، مؤكدا أن عمار واع بنقطة الضعف هذه التي أفقدته الثقة بالنفس، وجعلته غير قادر على استمالة الأصوات وإيصال وجهة نظر الجبهة في العديد من القضايا، كان آخرها مرور “رالي إيكو رايس” الذي صاحبته صفعة الأمين العام للأمم المتحدة لـ “بوليساريو”، عبر بيانه الإنذاري للجبهة.
وتهجم ولد السالك كذلك على أبي بشرايا الذي اتهمه بالانشغال بتلميع صورته عبر وجوده المستمر باستوديوهات “فرانس24 “، منتقدا عدم تمكنه من جلب ولو كيلوغرام واحد من الأرز للمخيمات طيلة فترة وجوده بفرنسا.
إبراهيم غالي الذي تحجج لدى البعثة الجزائرية بضرورة إعطاء مزيد من الوقت لأبي بشرايا ومحمد عمار حتى يتمكنا من تطبيق مخطط عملهما في باريس ونيويورك، انتفض ضد ولد السالك، متهما إياه بسعيه لتعيين أخيه عمر بولسان بمدريد، وأحد مقربيه بباريس، لخدمة مصلحته الشخصية، والمتعلقة خصوصا بضمان ظروف إقامة فخمة له بهاتين العاصمتين الأوربيتين، مؤكدا أنه لن يرضخ لابتزاز ولد السالك متهما إياه بتجنيد بني قبيلته، أولاد تيدرارين، وتحريضه لهم على تنظيم مظاهرات يومية صاخبة أمام مقر الأمانة العامة بالرابوني، تحت ذريعة ضلوع القيادة في فرار قاتل بني عمومتهم، لفرض تعيين أخيه وزبانيته عوض أطر كفؤة، مشددا على أن الرجل الأصلح لمكتب مدريد هو محمد زروق الجماني.
سجالات إبراهيم غالي وولد السالك قابلتها البعثة الأمنية الجزائرية باستهجان وتصعيد كبير في اللهجة، إذ اعتبرت أن استمرار صراع الأجنحة داخل “بوليساريو” أمر مرفوض، لأنه سيمكن المغرب من تحقيق المزيد من الانتصارات التي تقوض سمعة الحكومة الجزائرية، لأن أي نجاح للدبلوماسية المغربية يعني بالنسبة إلى المواطنين الجزائريين إخفاقا لخارجية بلادهم.
وأوضح الوفد المخابراتي أيضا أنه لم يأت ليأخذ علما بالتعيينات المقترحة، لأن اللائحة النهائية تم الحسم فيها على ضوء تقييم تم إنجازه من قبل المصالح المختصة لدى السفارات الجزائرية المعنية.