24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
عبدالمجيد تبون.. رئيس جديد لنظام قديم لا يتغير
إذا كنت رئيسا للجزائر، فهذا يعني أنك تصبح تحت سيطرة عسكر و تكون أصلا نتاج للمؤسسة عسكرية وهي من إختارت وجودك على رأس الدولة ، ومن المحتمل أن تستمر في منصبك لفترة طويلة جدا، ولا تترأس البلد فعليا، بحيث يكون الموقف أقرب إلى وظيفة المدير الليلي لفندق بدلا من رئيس دولة، وستكون مسؤولا عن الأشياء ولكنك لن تحصل في الحقيقة على الكلمة النهائية في معظم القضايا الرئيسية.
حيث يمكنك إدارة ميزانية بسهولة بفضل الاحتياطات النفطية الغنية في البلاد، وبسبب النظام المركزي المفرط، يمكنك تعيين من تشاء، من الوزراء إلى مدراء الشركات الحكومية والمؤسسات الأخرى.
الرئيس لا يحكم البلاد بالفعل، ووظيفته أقرب للمدير الليلي لفندق بدلا من رئيس دولة النتيجة ، هو أن “رئيس الجزائر لا يحكم”.حيث تجد قائد أركان الجيش سعيد شنقريحة يدرس وثيقة الدستور ويفتي في كل القضايا و يأمر في كل قطاعات ويصبح تبون كومبارس حقيقي
المشهد عادي حيث ألف الجزائريون منذ عقود وهو تعيين مؤسسة الجيش والمخابرات للرؤساء منذ أكثر من ستة عقود.
يحاول الجنرالات وإعلام عسكر تصوير فترة تبون الحالية أنها تحول سياسي فعلي، لإفشال الحراك الشعبي بقاء هرم نظام ثابث وإضفاء بعض المساحيق عليه وتلاعب بأمل الشعب الذي خرج لتغيير النظام بأكمله، في حين تعمل مؤسسة الجيش على إعادة إنتاجه مجددا بطريقة جديدة.
هل يوجد في الجزائر من يصد ق خطاب تبون رجل الذي أمضى خمسين عاما في خدمة نظام العام 1965 الذي في أساسه المؤسسة العسكرية. إنه رجل جيء به إلى الرئاسة بهدف واحد هو إعادة إنتاج هذا النظام.