24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
الجزائر: ماذا بعد الرئيس المعين عبد المجيد تبون؟
تناسلت الأسئلة حول تطورات الأوضاع في الجزائر بعد شهرين من نقل عبد المجيد تبون بشكل طارئ إلى ألمانيا للعلاج من فيروس كورونا المستجد،والغموض الذي يلف الحالة الصحية للرئيس الجزائري.
وفي ظل صمت السلطات الذي يثير التساؤلات وينزع المصداقية عن بياناتها الرسمية ومع دعوة زعماء حراك بتطبيق المادة 102 من الدستور الخاصة بإعلان الشغور في منصب الرئاسة بغية تجنب أزمة دستورية.
بموجب الدستور، يعود تولي صلاحيات رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل (90 عاما)، و هو الخيار الأسهل بالنسبة للجيش يدعم من خلاله الرئيس الانتقالي القادم من مجلس الأمة المعين من سلطة وهذا ما وقع مع الرئيس سابق للمجلس عبدالقادر بن صالح خلال فترة تنحية بوتفليقة ، علما أن أي محاولة منه لفرض شخص من صفوفه سينظر إليها كمحاولة انقلاب على مؤسسات الدولة.
يمنح الدستور مدة لا تتجاوز 90 يوما لتنظيم الانتخابات الرئاسية، ويتعين على الحكومة الجديدة تعيين يومين كموعدين لجولتي الانتخابات الأولى والثانية.
وسيتم إستخدام رئيس الوزراء عبد العزيز جراد،على مستوى السلطة التنفيدية مع إستعادة العسكر لشخصيات من الحرس القديم للمشهد لتقوية الجبهة وخلق واجهة مدنية لطمأنينة الشارع الجزائري مع إختيار أحد الأسماء مقربة لتقدم للانتخابات الرئاسية،والتحكم فيه وضمان فوزه بتزوير.
ولكن الجزائريين لم يعودوا يتقبلون هذه أساليب وحراك لازال في الشارع بقوة ويطالبون بالقطيعة مع “النظام”، وليس فقط رحيل تبون وعسكر وأن الشارع لا يريد إعادة سيناريو بن صالح والحكم إبان الفترة الانتقالية وتعيين تبون في إنتخابات هزلية.
من سؤء حظ الجزائر أنها لاتملك أحزاب سياسية حقيقية في المشهد الداخلي و طالت أغلبهم ملاحقات قضائية بتهم الفساد المالي، وسيطرة العسكر عليها مما يزيد من تعميق اللأزمة وصعوبة حلها وكان خلق أزمة الكركرات للهروب من الأزمة لكن الواقع وقوة الديبلوماسية المغربية وتلاحم الجبهة الذاخلية جعل مشهد الجزائري يتعرى أمام العالم بأزمة سياسية حادة وفراغ مؤسساتي قاتل و عسكر يحكم و يدعم عصابة البوليساريو خارج القانون ومن فوق أراضيه.
و يبدو أن الأمور جميعها وصلت إلى طريق مسدود، وأن الأجندة الوحيدة للسلطة العسكرية حاكمة هي مرور العاصفة وعودة الرئيس المعين تبون للحياة السياسية رغم أن جميع الإحتمالات تؤكد أن صحته لا تسعفه للعب دوره الذي رسمه عسكر مسبقا.