24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
إستمرارا لسياسة البروباغندا و إتجار بالذاكرة…. تبون يعيد مقطع “يا فرنسا إنّ ذا يوم الحساب إلى النشيد الوطني الجزائري
تأكيدا لاستمرار سياسة البروباغندا و إتجار بالذاكرة ، وقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرسوما رئاسيا يُعيد بموجبه المقطع المحذوف من النشيد الوطني، الشهير بعبارة “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب”، وهي الخطوة التي تأتي بعد محاولات كثيرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقرب من الجزائر، لدرجة تسببه في أزمة غير مسبوقة مع المغرب.
وجاء في العدد الجديد من الجريدة الرسمية نص مرسوم رئاسي يحدد “ظروف الأداء الكامل أو الجزئي للنشيد الوطني وشروطه”، بالإضافة إلى “التوليفتين الموسيقيتين الكاملة والمختصرة اللتان تعزفان في الحفلات الرسمية”، وهو القرار الذي أعاد بواسطته تبون مقطعا من النشيد الوطني تم إلغاؤه سنة 2007، ويحمل توعدا صريحا لفرنسا.
وتعني هذه الخطوة إعادة النص الكامل للنص الشعري الذي كتبه الشاعر مفدي زكريا سنة 1956 والذي مطلعه “قسما بالنازلات الماحقات، والدماء الزاكيات الطاهرات”، والذي تعتُمد كنشيد وطني سنة 1963 بعد استقلال الجزائر عن فرنسا، وكان قد صدر سنة 1986 مرسوم رئاسي ألغي بموجبه المقطع الذي يتضمن ذكر فرنسا، قبل أن يُحذف سنة 2007 نهائيا بقرار نص على تعديله في الكتب المدرسية.
والمقطع الذي قرر تبون إعادته حاليا، في غمرة الأزمة الدبلوماسية مع باريس، يقول “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه كما يطوى الكتاب، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي وخذي منا الجواب، إن في ثورتنا فصل الخطاب، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر”، وبذلك يكون النشيد الوطني الجزائري الوحيد في العالم الذي يتضمن ذكر دولة أخرى.
ووفق المرسوم الذي وقعه تبون بتاريخ 21 ماي 2023، فإن النشيد الوطني الجزائري سيؤدى “في صيغته الكاملة، كلمات وموسيقى، بمقاطعه الخمسة”، في حين “يؤدى في توليفته الموسيقية المختصرة أثناء إلقاء خطاب رسمي لرئيس الجمهورية موجه إلى الأمة، وأثناء الزيارات الرسمية لرؤساء الدولة والشخصيات من نفس المرتبة للجزائر، وخلال المراسم العسكرية”.
ويأتي ذلك بعد تأجيل زيارة تبون إلى باريس إلى أجل غير مسمى والتي كان يُتوقع أن يلتقي خلالها الرئيس إيمانويل ماكرون، علما أن العلاقات بين البلدين متشنجة منذ فبراير الماضي حين قامت السلطات الفرنسية بإجلاء المعارضة الجزائرية مزدوجة الجنسية، أميرة بوراوي، من تونس، بعد مطالب جزائرية بتسليمها لمحاكمتها بعدة تهم من بينها إهانة رئيس الجمهورية.
وبتاريخ 8 فبراير 2023، صدر بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية يعلن سحب السفير الجزائري من باريس، جاء فيه أنه “في أعقاب المذكرة الرسمية التي أعربت من خلالها الجزائر عن احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري، أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، سعيد موسي، فورًا للتشاور”.
وحاول ماكرون إرضاء الجزائر بكل الطرق بسبب المصالح الاقتصادية بين البلدين وخصوصا واردات الغاز الطبيعي، وهو ما تسبب في أزمة دبلوماسية مع المغرب بسبب غموض موقف إدارته من ملف الصحراء، الأمر الذي كان واحدة من مجموعة من الأسباب أدت إلى إنهاء الرباط مهام سفيرها السابق في فرنسا، محمد بن شعبون، في يناير الماضي دون تعيين بديل له إلى غاية الآن.