24 ساعة

أراء وكتاب

الجزائر تكرس دبلوماسية البترودولار وشراء الذمم

الجزائر.. بمن سيضحي النظام من أجل تبرئة ذمته؟

نوايا ”الجماعة”

يوميات

--berkanexpress--

مؤسسة الوسيط تُعلن انتهاء أزمة طلبة الطب في المغرب

خارج الحدود

-berkanexpress-

الاتحاد الأوروبي يندد بمناورات النظام الجزائري
الرئيسية | بانوراما | يوم “احتفل” الوزير الجنوب إفريقي بصورة الملك وفقدَ ماغاشولي صوابه

يوم “احتفل” الوزير الجنوب إفريقي بصورة الملك وفقدَ ماغاشولي صوابه

لم يكن انتخاب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات -رئيس المجلس الجماعي لمدينة الحسيمة، محمد بودرا، رئيسا للمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة، في دوربان بجنوب إفريقيا، بالحدث الذي تنحصر دلالاته على هذا التتويج وكفى، بقدر ما يعكس متغيرات عميقة تشهدها علاقة المملكة المغربية بعدد من دول جنوب شرق إفريقيا، التي كانت إلى وقت قريب داعمة للطرح الانفصالي للبوليساريو، ومنها دولة جنوب إفريقيا.

لقد أظهر الإجماع الإفريقي لعمداء المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا، الداعمة لمرشح إفريقيا المغربي محمد بودرا لتولي هذا المنصب المرموق، كيف أن قناعات الهيئات المنتخبة التي تمثل إرادة الشعوب الإفريقية لا تتماهى غالبا مع قناعات عقيدة السلطة ونظام الحكم في دول لا تزال رهينة الماضي ولا تتطلع إلى إفريقيا الموحدة.

وعلى هامش هذا الاستحقاق، الذي أظهر، كذلك، مدى جاذبية النموذج المغربي للتنمية المحلية والحكامة الترابية، ستعطي العديد من الشخصيات الجنوب إفريقية إشارات دالة على أن “جبل جليد” الخلافات بين بريتوريا والرباط آخذ في الدوبان، رغم وجود بعض “جيوب المقاومة”، كما يعكس ذلك الموقف الشاذ للأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، آيس ماغاشولي، الذي هاجم، مساء أمس الثلاثاء، أعضاء وفد حزبه المشارك في المؤتمر العالمي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، الذي عُقد في الفترة ما بين 11 و15 نونبر الجاري في دوربان، بسبب استيائه الواضح من انتخاب المغرب، في شخص عمدة مدينة الحسيمة، محمد بودرا، على رأس المنظمة.

الوزير أوبيد بابيلا
الوزير أوبيد بابيلا

ولتأكيد تطور علاقات المغرب وجنوب إفريقيا بعيدا عن الموقف السخيف لآيس ماغاشولي، يكفي الوقوف عند ما صرح به بوك ستو، وزير الحكم التعاوني والشؤون التقليدية في جنوب إفريقيا، حصريا لجريدة “le12.ma”، مهنّئا المغربي بودرا بفوزه المستحق، وخاصة ما بادر إليه نائبه، أوبيد بابيلا، وهما وزيران عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا.

وكم كانت مبادرة أوبيد بابيلا، غير المسبوقة، مؤثرة للغاية، وهو يتجاوز الموقف المعزول للأمين العام لحزبه، عندما التقط، مبتهجا، صورا للذكرى من قلب جنوب إفريقيا مع الصورة الرسمية للملك محمد السادس.

هذه المبادرة، التي تؤكد قطعا حتمية شروق شمس مستقبل إفريقيا بتطابق وجهات نظر الرباط وبريتوريا وتطلع شعبيهما نحو المستقبل بكل ثقة وبرغماتية، لا ريب أنها تشكل داخل جنوب إفريقيا قناعة الغالبية العظمى من الشعب، على حساب الأصوات النشاز، كصوت آيس ماغاشولي، الذي بتوعده بطرد المصوّتين من حزبه على المغربي بودرا وتصريحه بدعمه المفضوح للطرح الانفصالي في قضية الصحراء، يكون قد وضع نفسه ليس في مواجهة العقلانيين داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بل في مواجهة إرادة المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الإفريقي، الذي يقرّ بأن الأمم المتحدة تعدّ الإطارَ الوحيد للبحث عن حل واقعي وبراغماتي ومستدام لقضية الصحراء المغربية.

وبعيدا عن هلوسات آيس ماغاشولي، تبقى لصور أوبيد بابيلا، مع الصورة الرسمية للملك محمد السادس دلالات ومعان، لعلّ أهمها رسالة مفادها أن الشعب الجنوب إفريقي لم يكن ملف النزاع حول الصحراء بين المغرب والبوليساريو يشكل بالنسبة إليه قضيةً ذات شأن، حتى يؤسس عليها مواقف معادية للمغرب، حكومة وشعبا.

والحقيقة أن شعب جنوب إفريقيا وحكوماته المحلية، كباقي الشعوب الإفريقية، باتت تتطلع إلى الوحدة الإفريقية والتنمية المستدامة، أكثر مما تهتم بمواقف بعض الأنظمة التي تعاكس إرادة وتطلعات شعوبها، خاصة العسكرية منها، كالنظام الجزائري، وقبله نظام القذافي، المنهار، ونظام موغابي بزمبابوي، البائد، وفلول الطرح الانفصالي، المتآكل، للبوليساريو لدى فئة متجاوَزة من ساسة جنوب إفريقيا، مثل آيس ماغاشولي، شافاه الله.


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة | berkanexpress.com

تعليقات الزوّار

أترك تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.