24 ساعة
أراء وكتاب
يوميات
خارج الحدود
هل يتعين على تبون أن يقدم اعتذارا عن مأساة طرد المغاربة من الجزائر
يبدو أن عبد المجيد تبون رئيس الجزائري المعين من طرف النظام العسكري يعلم جيدا طريق المرواغة وقلب حقائق وتنفيد أوامر العلبة السوداء ولم يجد بد من طرح حل إعتذار المغرب على أي مبادرة لتصالح و فتح حدود لتفعيل إتفاقيات المغرب الكبير.
لكن تبون يتناسى أن من عليه تقديم إعتذار هو النظام العسكري الجزائري الذي طرد المغاربة من الجزائر أو ما يعرف بـ “المسيرة الكحلاء” في عملية تهجير قسري شملت 45 ألف مغربي وذوي أصول مغربية مقيم بالجزائر، بعد المسيرة الخضراء وإسترجاع الصحراء في حين رفضت الجزائر السيادة المغربية عليها ودعمت جبهة البوليساريو.
كانت عملية التهجير صبيحة عيد الأضحى في 18 ديسمبر 1975 في ظل نظام حكم الراحل هواري بومدين، ورغم مرور سنوات على هذه الحادثة، يعتبر هذا الملف من بين الملفات العالقة بين البلدين، ليضاف إلى ملفات أخرى سببت وتسبب حالة توتر دائم بينهما.
لقد مرت مرور تسعة سنوات من إصدار اللجنة الأممية المكلفة بتتبع الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد عائلاتهم لتوصيتها، التي دعت من خلالها السلطات الجزائرية إلى تسوية ملف المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي، وتعويض جميع المرحلين الذين سُلبت ممتلكاتهم من طرف الدولة الجزائرية.
على الجزائر أن تتحلى بروح الواقعية بدل خلق مبررات واهية و إثباث نية مناقشة كل ملف ضمن ملفات أخرى عالقة بين البلدين منذ حقبة الاستقلال، وليس تلويح بتصريحات لم يبقى يعد العالم الأن يؤمن بها وتجاوزها التاريخ من قبيل إعتذار.